الشعراء المصرين الأفذاذ الذين كتبوا بالفرنسية، وقد أعجبت بنبوغه الكونتس فالنتين دي سان بوا حفيدة لامارتين (وهي من كبيرات الكاتبات والشاعرات بفرنسا) فاحتضنته، وقدمته لدور النشر في باريس فنشروا له ديوانه البديع (أغاريد شاب شرقي) وهو ديوان شعر يفيض بالعاطفة والجلال والجمال، تقرأه فتجد فيه روح أهازيج شكسبير، وقد نقده كبار الكتاب في فرنسا وأعجبوا به، وقال عنه الكاتب الفرنسي المشهور (بول ريبو) إنه يفيض بالروح البيرونية نسبة إلى بيرون، ونعتَ الشاعر بأنه همزة الوصل بين مصر وفرنسا. وكان فولاد قوة هائلة في العمل الأدبي، فقد كتب تاريخ (سعد زغلول أب الشعب) في أسبوع ونشر في فرنسا. وله ديوان كبير أسمه (أغنية الأرض) وهو ملحمة كبيرة مكونة من عشرين ألف بيت عن الحياة وتطوراتها وتاريخ البشرية حتى اليوم. وقد أرسل هذا الديوان لفرنسا لنشره، ولكن منع ظهوره تخلى الكونتس دي سان بواعنه لما ساء صيته الأدبي من إدمانه على المخدرات وتركه الأدب والالتجاء إلى النسول مما أحزن قلوب جميع من لمسوا في هذا الشاب النبوغ المبكر
ومن الظريف أن يقارن الإنسان بين الشاعر الوالد والشاعر الابن، فقد نظم ولي الدين بك قصيدة عن كليوبترا، كما نظم ابنه فولاد قصيدة عنها في ديوانه (أغاريد شاب شرقي) ولا أنكر أنني أعجبتُ بخيال صديقي فولاد ومعانيه وحسن أسلوبه، ويمكنني أن أقول إن الولد بز أباه في هذا المضمار
وقد اشتغل فولاد في الصحف الفرنسية مدة طويلة، ولكنه أعلن عليها الحرب وناهض أصحابها في اعتقاداتهم الفكرية، وكانت نتيجة ذلك أن منع من التحرير في الصحف الفرنسية، وأنشأ له جريدة أسبوعية لم تعمر طويلاً. وكان له قدرة هائلة في الأدب. وكان يترجم شعر العقاد وشوقي شعراً بكل سهولة؛ وكان إذا نظم لا يترك مكانه قبل أن يكتب نحو مائتي بيت، ولكن الداء قضي على كل هذه المواهب. عزى الله الأدب عنه وعوضنا منه خيرا