جوف هذه الأرض من الكنوز والمعادن، ويرشدهم إلى الاستفادة منها، ويثبت أن جميع ما استحدثته أمم الغرب في هذا العصر من القُوى البرية والبحرية والجوية، ومن قوى الكهرباء، وسائر ما ظهر في الوجود من المخترعات والمكتشفات، هو ما أرشد إليه الإسلام، فردُّه ردّ لنصوص القرآن، وتعطيل لأحكامه، وتجريد لهذه الأمة من كل ما يعزز قوتها وينمي ثروتها ويحمي حوزتها ويدفع عوادي الشر عنها. وأي جناية على الإسلام وأهله أشد من هذه الجناية؟
٢ - بيان موافقة تعاليم القرآن وهدايته، لمصالح البشر في كل زمان ومكان، وأن مثل هذه الآيات الكريمة السابقة هي التي أرشدت سلفنا الصالح إلى ما في السموات من أسرار ومنافع، وما في الأرض من كنوز وذخائر، فارتقت عقولهم وأفكارهم بالعلوم الآلهية، والفنون الصناعية، ارتقاء سادوا به الأرض، وساسوا به العالم سياسة هي في نظر المطلعين على تاريخ الأمم القديمة والحديثة أفضل مثال للعدل والرحمة، ثم بيان أن شقاء البشر الحاضر العام لأمم الحضارة وما فيها من فوضى الآداب والاجتماع، لا يزول إلا باتباع هداية الدين
٣ - تطبيق ما في القرآن الحكيم من المواعظ والعبر، على حال أهل هذا العصر والإتيان بالشواهد والأمثال على ذلك، وبيان الفرق بين ماضي المسلمين وحاضرهم، وحجة القرآن الكريم عليهم
وهذا كله من موضوع علم التفسير: تذكر هذه الآيات الكريمة بمناسباتها وتفسر بالظاهر المتبادر منها، بأسلوب ينطبق على أذواق الطلاب وإفهامهم ويحملهم على العمل بها في أنفسهم وفي أمتهم
٤ - مما يجب بيانه في دروس التوحيد قولُ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (إنما تُنقض عُرى الإسلام عروة عروة، إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية) وهنا يبين أن العرب كانوا في جاهليتهم مؤمنين بوجود الله تعالى، موحدين له في أفعاله من خلق ورزق وإحياء وأمانة، وتصريف لجميع الأمور. وهذا هو المسمي (توحيد الربوبية) ويستشهد لذلك بالآيات الكريمة كقوله تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولُن الله) وكقوله: (قل من يرزقكم من السماء والأرض. . . الآية) وكقوله: (قل لمن