عن نشرته الحديثة عن مخطوطات الكندي المنقولة من نسخة أيا صوفيا رقم ٤٨٣٢، كما ألقت السيدة الدكتورة لاورا فيتشيا فالييري المدرسة بجامعة نابولي بحثاً عارضت فيه مشروع تيسير قواعد اللغة العربية وذكرت آراءها بصراحة في هذا الموضوع الخطير الذي تعني به وزارة المعارف المصرية في وقتنا هذا - كما قام الأستاذ (بوسي) القانوني الإيطالي من جامعة ميلانو، بذكر بعض الملاحظات الانتقادية في مقارنته بين الكتابين المعروفين (المجلة)(وبمرشد الحيران إلى معرفة أحوال الإنسان) للمرحوم محمد قدوري باشا
أما في الأدب العربي الأموي فقد تكلم من المستشرقين الإيطاليين الأستاذ جابربيلي من معهد نابولي الشرقي، والدكتور ريتزيتالو كاتب هذا المقال، فتكلم أولهما في خطبة فصيحة عن الشاعر الأموي (كثير عزة) وراويه جميل، والعلاقات الودية التي كانت بينهما. أما الثاني فقد تكلم عن الشاعر الأموي (أبو محجن نصيب بن رباح) وعن الضرورة القاضية بدراسة وافية لشعراء العصر الأموي العقليين لمعرفة شتى الأخبار الموجودة في شذور إنتاجهم الشعري المتفرقة في مختلف كتب الأدب والتاريخ، كما اقترحت السيدة الفاضلة (أولجابينتو) نشر دراسات عن الرحالة الإيطاليين ورحلاتهم في الشرق الأدنى. ولعمري إن هذا المشروع ليستحق كل الاهتمام لأنه سيقدم مساعدة مهمة لعلم الخرائط الجغرافية ونقدها.
كذلك عرفنا الأستاذ بومباتشي من جامعة نابولي بكتاب قد سكنت ريحه عن النحو التركي ألفه راهب يسوعي في القانون السادس عشر
ومما لا شك فيه أن علم الاستشراق في أوربا وبصفة خاصة في إيطاليا قد ازدهر ازدهار عظيما في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر. وإن اهتمام بلدنا بالعلوم الشرقية يرجع إلى عناصر مختلفة من بينها الروح التجارية المتواصلة، والتبشير المذهبي الديني في بلاد الشرق؛ وعلى العموم الرغبة العلمية المستمرة. ولقد التفتت النهضة الإيطالية نحو الشرق - الأدنى منه والأقصى - في دائرة الإنتاج الأدبي حوالي منتصف القرن الماضي حين ثبت أن الحاجة ماسة فعلا إلى ضرورة الاستمرار في هذه الناحية من نواحي العلم والأبحاث، وإني لا أتردد في القول بأن كل الفضل يرجع إلى المستشرقين الثلاثة ميكبلي آمارى وجرارنا ديواسكولي وانيازيو جويدي في كثير مما شرع فيه ومما تم