من أبوه أبي، ومولاه مولا ... ي إذا ضامني البعيد القصي
لف عرقي بعرقه سيدا النا ... س جميعاً محمدٌ وعليُّ
لقد جاءت هذه الأبيات عفواً في كتاب (عبقرية الشريف) وكان الأمثل أن يتناول المؤلف مسألة تشيع الرضي، وقد عدها الكثيرون) ومنهم ابن الأثير في الكامل (ص٨ ج٨)، والمقريزي في اتعاظ الحنفا (ص١٥) اعترافاً صريحاً من الشريف الرضي بصحة نسب الفاطميين إلى علي بن أبي طالب.
وفي كتاب الشريف مقدمة، وللمقدمات عندي أهمية قصوى فهي عرض موجز للكتاب، ولربما كانت المقدمات في بعض الكتب كتباً بذاتها لها قيمتها الأدبية والفنية والنقدية، كهذه التي يكتبها برناردشو وألدوس هكسلي وغيرهما. أما مقدمة كتاب اليوم فهي إشادة بالكتاب والكاتب، وإن كانا في غير حاجة إلى ذلك، إذ أن المؤلف عد الرضي أعظم شاعر عرفته العربية لأنه كتب عنه، ولا يدانيه في مرتبته المتنبي الذي يرى الدكتور زكي أنه سيكون أعظم شاعر - هو الآخر - يوم أن يكتب هو عنه
وإني لأسأل الدكتور ماذا يكون موقفه إن هو أبصر هذه المقدمة في كتاب لشاب؟ أكبر الظن أنه كان يتناوله بسيف المحارب ومبضع الجراح
هذه أوجه النقد في كتاب (الشريف الرضي) الذي ألفه الدكتور وطلع به على أهل العراق في محاضرات سمعوها ثم قرأها من بعدهم الناطقون بالضاد في كل صقع وناد
وأسلوب صديقنا الدكتور أسلوب عربي قوي، لا عوج فيه ولا التواء، ينساب في كثير من المواضع كالجدول الصافي، كما أن مطالع جزئيه هذين يندر ألا يقع على تعابير ذاتية مبتكرة، فليقرأ الأدباء كتابه أنه سفر بحث ونقد وأدب