وجهر فريق من ذوي الرأي والمكانة بمقاومتهم هذه السياسة ومن هؤلاء وَلندنجهام وهو نائب عن أهايو في المجلس التشريعي. . ولقد أخذ هذا الرجل يعمل في نشاط وقوة على معارضة كل مشروع في المجلس يراد به نصرة قضية الحرب، وفي خارج المجلس راح يطلق لسانه في الرئيس بكل فاحش من القول فتارة يسميه (الملك لنكولن) وتارة يسخر من ذلك الرجل الذي يريد (أن يخلق الحب بالقوة، وأن ينمي شعور الإخاء بالحرب) وتطرف ذات مرة فهتف بسقوطه في مجتمع احتشد فيه عدد من الديمقراطيين الذين أعجبوا به
وكان برنسيد يقود الجيش في الجهات التي تقع فيها أهايو مدينة ذلك النائب، ولقد أعلن القائد أن كل شخص يعمل ضد الحرب وقضية الاتحاد جزاؤه أن يقدم إلى محكمة عسكرية لينال عقابه على يديها. . . ورد وَلندجهام على هذا بخطاب حماسي احتشد الناس في تلك الولاية لسماعه ودعا الناس إلى رفض هذا القرار وعصيانه؛ ولم يسع القائد إلا أن يقبض عليه ويسوقه إلى المحكمة العسكرية فقضت بحبسه في أحد الحصون هناك. . .
وارتفعت الأصوات بالاحتجاج على هذا الفعل الذي يتجلى فيه خنق الحرية، فغير لنكولن حكم الحبس بالنفي إلى خارج مناطق النفوذ الشمالي، وأرسل ذلك النائب المتمرد إلى الولايات الجنوبية في حراسة نفر من الجند
تكاثفت السحب واكفهر الجو، ولم يعد يرى الناس بصيصاً من نور الأمل، فيئسوا من النصر، وتحرجت الأمور حتى ما يعرف لنكولن نفسه ماذا يفعل!. . . ألا هل من قائد يكسب معركة واحدة فيعيد الرجاء إلى النفوس، والأمن إلى الخواطر، والعزم إلى القلوب؟
إن هزيمة الشماليين في شانسلو رزفيل كانت أقسى ما لاقوا من المحن، حتى لقد عد مايو وهو الشهر الذي وقعت فيه الهزيمة شر الأيام هولا في تاريخ تلك الحرب الأهلية الكبيرة. . . ولقد كانت خسائر الشماليين في تلك المعركة بعد ما ذاقوا من الهزائم من قبل، مما يثبط الهمم ويحل العزائم بينما خرج منها الجنوبيون ولم يخسروا كثيراً اللهم إلا إذا ذكرنا خسارتهم الفادحة بموت قائدهم جاكسون الذي خر صريعاً من رصاصة طائشة أصابته من يد أحد جنوده. . .
هاهو ذا الرئيس يفكر ويدور بعينه يتلمس القائد الذي يفلح مسعاه بعد أن خابت مساعي القواد. . . ألا من له بهذا القائد؟ من له بهذا القائد؟. . . ولكن أين جرانت؟ أنه هو الرجل،