من حرمة. ثم إضاءة مكة والمدينة وسوق الماء إلى دورهما ومساجدهما، وأمور غير هذه كثيرة
هذا كله جدير بعناية المسلمين وتعاونهم وبذلهم من أموالهم وأفكارهم وأعمالهم. ولن يؤدوا واجبهم ويعربوا عن اهتمامهم بدينهم ويبرءوا من التقصير حتى يحققوا هذا كله بل أكثر منه
وقد تحقق الشرط الأول لكل إصلاح وهو الأمن الشامل والطمأنينة العامة يسرهما الله للحكومة السعودية واستحقت بهما مثوبة الله وشكر المسلمين كافة. فعلى المسلمين جميعاً أن يتقدموا فيتعاونوا جميعاً على خطة معينة خالصة لوجه الله يعالجون بها من أمور الحجاز ما يجعله صورة لحضارة المسلمين وتآلفهم وتعاونهم. ومن أولى من المسلمين بالتعاون والتآخي ودينهم دين الأخوة العامة والتعاون على البر والتقوى. والله يهيئ للمسلمين من أمرهم رشداً ويوفق للخير حكومات الإسلام عامة والحكومة المصرية خاصة وهي التي حملت النصيب الأوفر في أمور الحجاز منذ قرون كثيرة والتي يؤمل المسلمون فيها خيراً كثيراً في رعاية جلالة الملك الصالح (فاروق الأول) حفظه الله
فبلغنا رابغا بعد ثلاث عشرة ساعة، وقد استرحنا على الطريق ثلاث ساعات وعشرين دقيقة في ثلاثة منازل. فكان مسيرنا بين المدينة ورابغ زهاء عشر ساعات
واستأنفنا السير ضحوة الغد فبلغنا جدة بعد خمس عشرة ساعة وكان توقفنا على الطريق ساعة في منزلين، فكان مسيرنا من طيبة إلى جدة أربع عشر ساعة. والمسافة بينهما نحو خمسمائة كيلو تقطعها السيارات بالسير الوسط في عشر ساعات ويستطيع المتعجل أن يطويها في ثماني ساعات أو سبع. فماذا يشكو المسافر من سفر يقدره بالساعات لا الأيام والشهور ثم لا يمسه فيه ظمأ ولا جوع ولا حر ولا قر ولا خوف؟