بمقادير صغيرة، ولما كانت هذه المادة تحتوي على وظيفة أمينية (وظيفة قلوية تحتوي على الآزوت ومنتشرة في المواد العضوية)، ثم لما كانت وظيفة هذه المادة حفظ التوازن الحيوي فقد دعاها فيتامين (فيتا اللاتينية أي حياة وأمين الخاصة الكيميائية) وهكذا وجدت كلمة جديدة في لغة العلم بل فكرة عامة جديدة لأن هذه الكلمة لم تلبث أن عمت وأطلقت على مختلف المواد العضوية الغذائية اللازمة بمقادير صغيرة لحفظ توازن الحياة.
ولكن العلم لا يدين للكيميائي فونك باكتشافه الكيميائي فحسب، بل إن هذا الاكتشاف على خطورته لم يكن نهائياً من الناحية الكيميائية، لأن المادة التي استخلصها لم تكن (العنصر) الفعال في شفاء البري بري ولكنها مادة تحتوي على ذلك العنصر كما تحتوي على عناصر أخرى استخلصت في حالة النقاء فيما بعد، ومن ثم لم يمكنه تحديد تركيبها الكيميائي. يدين العلم لفونك قبل كل شيء بإدراكه العلاقة بين ملاحظات الأطباء المبعثرة من جهة وتجارب علماء وظائف الأعضاء من جهة أخرى، كما يدين له بإدراكه خطورة اكتشافه وتعميم فكرته على مواد لم تكن بينها رابطة واضحة في بادئ الأمر.
ويمكننا الآن بعد هذه المقدمة أن نعرف الفيتامين:(بأنها مواد عضوية لازمة بمقادير صغيرة لنمو الجسم وحفظ توازنه الحيوي وقدرته على التناسل، مواد يجب أن يحتويها غذاؤنا (أو على الأقل يحتوي على المواد التي يمكن للجسم أن يؤلف منها حاجته) وإلا انحرفت الصحة ولحق الجسم أمراض معينة)
وهاهي ذي أنواع الفيتامين المختلفة التي استخلصت في حالة النقاء وتمت دراسة تكوينها الكيميائي بل ركبت تركيباً صناعياً من مواد بسيطة.
(١) فيتامين ا: (أو: أكسروفرول) وهو مادة لا تذوب إلا في المواد الدهنية مثل زيت السمك والزبد، وتوجد فوق ذلك في كثير من النباتات على شكل مادة يدعونها (كاروتين) نسبة إلى كاروت أي الجزر لأنها المادة الملونة للجزر) يحولها الجسم إلى فيتامين ا، وأهم هذه النباتات هي الجزر ثم السبانخ والطماطم والخس والذرة ثم كثير من النباتات الخضراء ذات الكلوروفيل (أي مادة النبات الخضراء) لأن الكاروتين يوجد عادة بجانبها وإن غلب لون الكلوروفيل لون الكاروتين. يقوم هذا الفيتامين بوظيفة العامل المساعد في النمو والوقاية من الأمراض العفنة ومن مرض يصيب قرنية العين يدعى كسروفتالمي (ومنه اسم