غضب هيوبرت أشد الغضب عندما قرأ هذه الرسالة ولم يعرف كيف يمكن أن يطالب بالاعتذار مع قضائه ساعة ينتظر في البرد القارس.
وفي الصباح التالي كان يفكر فيما إذا كان يكتب أو لا يكتب، فوصل إليه غلاف مسجل من البريد وبه خاتم الخطبة.
وكان هيوبرت رجلاً كثير الفضائل، ولكن المرونة لم تكن من بين فضائله؛ فقال في نفسه عندما تسلم الخاتم: (هذا حسن جداً! إذا لم تبدأ لوسي بالكتابة وبالاعتذار فإني لن أكلمها بعد: نعم لن أكلمها)
مضى على هذا اليوم ثلاثون عاماً. وكان هيوبرت يمشي في حديقة جميلة في حي مونتفورد. وكان اليوم صائفاً من أيام شهر أغسطس، فالتقى فجأة بسيدة في منتصف العمر. وكان هو أيضاً قد قارب الشيخوخة، فوقف الرجل الأشيب أمام السيدة وقال: (لماذا لم تأت في موعدك؟)
فقالت: (لقد مضت أعوم كثيرة أظنها ثلاثين، ولكن لماذا لم تأت أنت يا مستر هيوبرت؟)
قال: (يظهر أنك نسيت الموعد فأرسلت إلي خطابك الذي ادعيت فيه أنك جئت، وهل تذكرين؟)
فقالت: (نعم أذكر وكنت في الساعة الحادية عشرة والنصف في المكان ولكنك لم تأت)
قال هيوبرت: (إنك لم تكوني هناك) فتحرجت لوسي وقالت: (لقد كنت تحت شجرة السرو)
قال: (ليس في هذا المكان شجرة سرو)
فاستدركت لوسي وقالت: (يظهر أنك كنت في الطرف الآخر من الطريق) وأدرك هيوبرت خطأه فقال: (ولكن الخطأ كان منك، لأن المكان الذي وقفت فيه هو الذي اتفقنا عليه)
ثم ابتسم كلاهما، وقال هيوبرت: (هل تأذنين أن أقدمك إلى زوجتي فهي معي الآن في الحديقة؟) فقالت: (نعم وسأقدمك إلى زوجي فهو هنا أيضاً)
ومشيا معاً في الحديقة فتعرفت لوسي بزوجة هيوبرت وتعرف الأخير بزوج الأولى. ثم أشار هيوبرت إلى شاب يلعب (التنيس) مع فتاة وقال: (هذا ابني جون)
فابتسمت لوسي ابتسامة سرور وقالت: (وهذه الفتاة التي تلعب معه هي بنتي نانسي)
- صحيح؟