للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العبث ثم إذا هو أخيراً يتكفل بنقض دعوى نفسه وترجيح الشك فيها على اليقين.

على أني مع ذلك لست أكرهه، ولست أطمع كذلك في رجعته، فإن النفس الجاحدة أثبت على الباطل ولكن ما أخوفني أن يفيق ضميره في الفينة بعد الفينة كما يفيق المجنون! فربما حاسب نفسه فأحس أنه أساء إلي، وربما يحس في أغوار نفسه مرارة الحسرة وحرارة الندم، ولست أحب أن يمسه شيء من ذلك:

فبعض الظالمين وإن تناهى ... كهى الظلم مغفور الذنوب

أي صديقي الميت الحي!

عزيز علي أن تكون هذه صورتك! ولكن الله يشهد أني لم أزد على الأمانة في رسمها للناس، ومهما أكن حريصاً على رضاك فإني على رضا الحق أحرص.

البكري القلوصناوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>