للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأول امرأة ممتازة فحسب، بل مثلتها كالنموذج الأول لنشأة المرأة الذكية الصحيحة أيضاً

نعرف عن حياة (ثيانو) بعض حوادث أخلاقية فقط، وهذا يجعلنا ننفذ إلى حقيقة أخلاقها. وأهمها الأقوال المأثورة التي قالتها في مناسبات خاصة:

سئلت مرة عما تتمنى أن تتميز به؟ أجابت ببيت من شعر هومر تمثلت به: (اكتراثي بالمغزل، واعتنائي بفراش زواجي)

وسئلت مرة أخرى: ما الذي تسأل عنه الزوجة؟

أجابت: أن تعيش خالصة لزوجها

وسئلت أيضاً: ما هو الحب؟ قالت: الحب هو غرام النفس الوالهة

حدث مرة أنها ألقت ردائها وظهرت ذراعها، فرآها رجل ودهش من جمال تكوينها، فقال: ما أجملها من ذراع! فقالت: ليس لنظرات العامة، وأسرعت بتغطيتها.

وقد استعار هذه الملاحظة بلوتارخ، وغيره من رجال الدين من بينهم كليمنت بالإسكندرية، كما استعارته المؤلفة البيزنطية أنّا وقد كننت ثيانو شاعرة وكاتبة ناثرة، وقد عثر على قليل من أعمالها الفلسفية والدينية يستدل منها على مقدار نمو مواهبها في التعليل، وفي مناقشة مسائل تربية الأطفال، ومعاملة الخدم، وكبت الحسد والعواطف الجامحة، كل ذلك بأسلوب مؤثر حساس لطيف

ولقد كانت أمينة إلى أقصى حد، في نشر مبادئ وتعاليم زوجها كمعلمة وكاتبة، أما موتها وظروفه فغير معروف

هذه صفحة من صفحات المرأة اليونانية الغابرة، فلعمري هل يكون نتاج أختها اليونانية الحديثة، يونانية عصر النور والراديو، والحديد والنار، أشبه بنتاجها أو أرقى منه؟ هذا ما نرجوه

زينب الحكيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>