للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تفردت بذلك الإحساس الدقيق الذي يظهر في اختيار الظرف المناسب لما تذيع من مذاهب وآراء؛ فإن بدا لبعض الناس أن يحسدك على هذا السبق فليسأل نفسه ماذا صنع بالإجازات الصيفية، كما صنعت أنت بالإجازات الصيفية

أتريد الحق يا دكتور؟

أنت رجل مقتحم، وما حق المقتحم أن ينتصر كما انتصرت

ولكن ماذا في كتابك الجديد؟

هو في جملته وتفصيله شاهد على أنك تقدر المسئولية الملقاة على عاتق عميد كلية الآداب. وأنت في كتابك هذا قد فصلت ما يعترض مصر من المعضلات التعليمية أجمل تفصيل. وليس لكتابك الجديد بريق الكتب الأدبية، ولكن له جلال الكتب التعليمية، فتقبل مني ومن جميع المنصفين أصدق آيات الثناء

ثم ماذا؟ - في كتابك الجديد كثير من البديهيات، فهل ترى من الحق أن نحاسبك على التطويل في شرح البديهيات؟

من الذي حدثك أن المصريين يحتاجون إلى من يدلهم على أنهم في تصورهم وعقليتهم يقتربون من إيطاليا وفرنسا أكثر مما يقتربون من الصين واليابان؟ من الذي حدثك أن المصريين يحتاجون إلى من يذكرهم بأنهم قوم لهم عقول تدرك ما يدرك الأوربيون في ميادين العلوم والآداب والفنون؟

في كتابك بديهيات كثيرة من هذا النوع، فاستغن عنها إن شئت في الطبعة التالية لئلا تسجل على وطنك جهل البديهيات

ثم ماذا؟ - قلت إن عقلية مصر عقلية يونانية، وصرحت بأن الإسلام لم يغير تلك العقلية. فاسمح لي أن أشكوك إلى عميد كلية الآداب، فعميد كلية الآداب وهو أستاذي وأستاذك، واسمه طه حسين إن لم تخني الذاكرة، يعرف أن مصر ظلت ثلاثة عشر قرناً وهي مؤمنة بالعقيدة الإسلامية، والأمة التي تقضي ثلاثة عشر قرناً في ظل دين واحد لا تستطيع أن تفر من سيطرة ذلك الدين

عميد كلية الآداب الذي أعرفه أنا، وإن تجاهلته أنت، يعترف بأن الإسلام رجّ الشرق رجّةً أقوى وأعنف من الرجَة التي أثارتها الفلسفة اليونانية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>