المباني الجديرة بالاعتبار. وهذا لا يمنع من أن تكون كاتدرائية باتركس في نيويورك على الطراز القوطي المتأخر وعلى جانب من عظمة المظهر، ولو أنها بدت في مجموعها نحيفة التكوين بالنسبة للمألوف في هذا الطراز. وعلى نفس المنهج بنيت كنيستا ترينيتي وتوماس وغيرها في نيويورك وكان الواضع لتصميمها المعماري الإنجليزي أبجون
ولا نذكر كنيسة كانت على جانب عظيم من روعة الفن الخالص سوى كاتيدرائية (جميع القديسين)(ش ٢) التي كانت ولا تزال ضيقة المساحة، وهذه الروعة تتلخص في دقة التعبير عن الطراز القوطي المبكر.
ولعله جدير بالذكر أن المباني التي تجلى فيها الطراز الرومانتيكي هي كنيسة هولي كوميونيون في فيلادلفيا وردهة كاتدرائية ترينيتي السابق ذكرها، وكنيسة نيو أولد ساوث بمنارتها التي تأثرت بالفن الإيطالي فكانت مثلاً جيداً له في أمريكا.
أما في المباني العامة فبرلمان أوتاوا في كندا وكابيتول الدولة في هارتفورد والمكتبات في بورلنجتون ووبرن، وكاونتي كورت هاوس في بِتسُبرج، ومتحف الفن في سنسناتي، والناشيونال أكاديمي التي تذكرنا كثيراً بقصر الدوج في فينيسيا، ومتحف التاريخ الطبيعي في نيورك. . كل هذه آيات بينات لفن البناء الأوربي في أمريكا، كما أنها خير دليل على الغنى الفني المعماري والمقياس الصادق لتقدير الفن الخالص.
ومن الغريب أن أمريكا لم تقتبس من فن (عصر النهضة) شيئاً يذكر، ولكنه يخيل إلينا أن الرغبة العملية كانت لا تزال الحائل بين العمارة وبين الاقتباس. ولهذا السبب نجد أن الحلقة الفنية المعمارية ناقصة.
وذلك ما انبنى عليه عدم وجود الرابطة بين الطراز السابق اقتباسها وبين المسلك المعماري الذي مثل الضخامة والبساطة في المظهر.
وهذا بلا شك سبب جوهري في الانتقال المفاجئ من عمارة القرون الوسطى من حيث (الثقل والضخامة) كما هو الحال في كابيتول الدولة بنيورك إلى عمارة بيت البلدية في فيلادلفيا، التي كان المنهج فيها مشابهاً لما اتبع في بناء اللوفر، هذا فضلاً عن منارته التي تعد أعلى منارة في العالم. وهذا نفسه نعاينه في مباني بيوت الدولة والمكتبات والمحطات والمتاحف ودور التمثيل وغيرها من حيث اتساع مساحاتها وكبر أحجامها - ولكنها مع هذا