واشتغل فريق من رجال الفن بتصوير الحيوان وعلى رأسهم وبور كما اشتعل فريق آخر بتصوير المناظر الطبيعية وحدها، وأهم هؤلاء توماس وبيتر موران الذي صور لوحته الرائعة (مزاج الغروب)(ش ٦ (والتي أظهر فيها انعكاس أشعة الشمس الذهبية على صفحة الماء.
وغيرهم من هو جدير بالذكر مثل وهارت وجاي. عدا من كانوا في الدرجة الثانية مما لا يتسع المجال لذكرهم
وكان الفنان شاز من الذين أجادوا تصوير الأشخاص وتسجيل المناظر الشعبية، وكنا نود أن نأتي بأكثر من صورة لإنتاجه. ولعلنا بالنظر إلى (ش - ٧) نتمكن من الوقوف على جانب من مقدرته، فقد صور الشيطان يفرغ الخمر في كاس وعلى شفتيه ابتسامة السخرية وتخصص هنري كون المناظر التاريخية كما تفرغ هومر للمناظر الشعبية البحتة التي اتصل بها واندمج فيها وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل هذا القرن.
وظهر جماعة من الذين انتقلوا بخيالهم المحلي إلى خيال أوسع مدى، فمنهم من نقل صورة الحياة كما هي دون تعريج على المثل العليا، ومنهم من رسم مناظر رآها في بلاد انطبعت صورتها في مخيلته، ومنهم فريق أكثر من الأسفار، وسجل كل ما شاهدته عيناه.
ولعنا نرى في (ش ٨) التي صورها بردجمان خير دليل على انتقال الخيال، لا إلى (الدنيا القديمة) بل إلى الشرق! سمى هذه الصورة (على باب الحريم) فصور مدخلاً تعلوه (مشربية) لبيت على الطراز العربي واهتم بإبراز الزخرفة والنقش كما حرص على تصوير امرأتين إلى يسار الباب، وقد جلست كل منهما تعرض ما تريد بيعه، وأمام المدخل سيدتان جاءت أحدهما على ما يظهر في الصورة راكبة حماراً وقف بالقرب منهما وبجانبه صاحبه. والمجموع إنشائي رائع لا يستطيع تصويره إلا المتمكن.
وترى على اليسار شجرة اللبخ الكبيرة وقد وقعت ظلالها على حائط البيت، وجلس إلى اليسار بعض الصبية أمام شباك الكتاب).
هذا ولا يفوتنا أن نذكر مورلروبيرس وويكس ممن ينتمون إلى المدرسة الباريسية في أوائل القرن العشرين.