تمثال لأفروديت أورانيا، ولهِرمس ابن زويس الذي اعتبره الإغريق إلهاً للرعاة ورسولاً للآلهة وإلهاً للطرق والتجارة، وهو الذي يقابل عند الرومان الإله مِركور.
وكان لفيدياس تلامذة أمجاد منهم من سار على خطاه مثل أجور الذي ساعده في العمل بأوليمبيا، ومنهم من ارتسم لنفسه خطة خاصة مثل ليكيوس بن ميرون وتلميذه، وسترونجيليون الذي كان بارعاً في نحت تماثيل الخيل في حالة السير والتسابق، وكريزيلاس.
واستعان في خلق تمثال زويس بشعر هوميروس الذي فيه وصف الإله وصفاً مكن النحات من خلقه (ش٢). ولعلنا بالمقارنة بين الرأسين نجد غنى الفنان واضحاً جلياً، فلا ملامح متشابهة ولا الشعر على أبسط جانب من التماثل.
ونختار هنا جانباً من التماثيل المنحوتة في جزء من وسط المثلث الواقع تحت جمالون الواجهة الغربية لمعبد زويس في أوليمبيا لنقف على مدى العظمة الفنية التي تجلت في عمل فيدياس (٣).
أنظر إلى تفاصيل الأجسام، وتأمل تكوين العضلات، وشاهد الحركات الرائعة في كل جزء من أجزاء القطعة، ثم انتقل بنفسك فجأة إلى مصر وإلى من يقدّر الفن فيها ويفهمه، تجد أننا بحالتنا الراهنة لا نستطيع أن نخلق جيلاً يتذوق الجمال في الوقت الحاضر.
أما المستقبل فهو رهين بما نعده الآن، فإن لم يتكاتف الشعب المصري مع الحكومة كلٌّ في دائرته على إحياء الفن والعمل على تعليم النشء كيف ينظر وكيف يتأمل وكيف يتذوق فلا أمل عاجلاً أو آجلاً في شيء.