هل تصدقون أن الحزن يفعم قلبي كلما تذكرت أن الدسائس الاستعمارية قد تبعدكم عنا إلى غير معاد؟
هل تصدقون أني طربت حين رأيتني أُشتَم في بعض مجلاتكم باللغة العربية لا باللغة الفرنسية؟
وأؤكد لكم أيها الإخوان أني لا أتصدق عليكم بهذا العطف الصادق، فلو جُمع ما نُشر في جرائدكم ومجلاتكم من الدعوة إلى الثقة بمصر لتكوّن منه محصولٌ أدبيٌّ نفيس. ونحن نعرف منزلتنا في قلوبكم، ونحرص على أن تبقوا أصدقاء أوفياء، ولكنكم تعرفون أن الطبيعة الإنسانية يغلب عليها الضعف، فهي قد تذكر السيئات وتنسى الحسنات. فأرجوكم بالله ألا تحبطوا أعمالكم بمظاهر الغدر والجحود، فقد تلقون منا من يقابل العدوان بالعدوان
أما بعد فهذه كلمة صريحة أردت بها وجه الحق، وما أنكر أن فيها بَدَوات لا تخلو من خشونة وعنف، ولكن يعزيني أني كنت فيها مخلصاً كل الإخلاص
ولكم أن تثقوا بأن مصر لن تقف إلا حيث تحبون، ولن تروا منها غير الصدق والوفاء.