بالحيوية، وذلك القلب النابض بالشاعرية، يطويهما الردى في مثل لمح الطرف، فيخلو مكان الهراوي الوالد والصديق من بيته وناديه، فيفتقده أبناؤه فإذا هو أثر، ويسأل عنه أصدقاؤه فإذا هو خبر!
كل حي فان، ولكن فناء الحي الذي طبع وجوده في القلوب والعيون والكتب والأمكنة تحد لهذه الحقيقة، واعتراض على هذه القضية. وسيحيا الهراوي في شعره الذي عاش فيه وله، وفي قلوب إخوانه الذين أخلص لهم وبرّ بهم، وسيكون من الصعب على الزمان والنسيان أن يطمسا هذه الشخصية المحبوبة بما خصها الله من سلامة القلب وعفة اللسان وكرم العشرة وصدق المودة. رحمه الله رحمة واسعة، وعوض الأدب العربي منه خير العوض.
حول كتاب ضحى الإسلام
أرسل إلينا صديقنا الأستاذ أحمد أمين ما يأتي: زعمت جريدة المكشوف - فيما نقلت الرسالة - أني أوردت الأسماء العربية في (ضحى الإسلام) محرفة فقلت: (زافار) بدل (ظفار) و (أريتاس) بدل الحارث و (فلاسفة العرب) مكان (مفكرو الإسلام)
وهذا كله غير صحيح، وأنا أتحدى صاحب المكشوف أن يبين الصفحة التي وردت فيها هذه العبارات إن كان صادقاً
أحمد أمين
حول كلمتي ذكورة وأنوثة
حضرة الأستاذ الكبير. . . صاحب (الرسالة) الزهراء السلام عليكم. . .
وبعد فقد قرأت في العدد (٢٨٢) من رسالتكم كلمة للأستاذ صلاح الدين المنجد تحت عنوان (حول كلمة أنوثة) أنكر فيها الكاتب الفاضل صحة كلمتي ذكورة وأنوثة محتجاً بأن اللسان لم يذكر الأولى بالمعنى المتعارف وهو مقابل الأنوثة، وأما الثانية فلم يذكرها بتاتاً؛ ولذلك حكم بعدم وجود كلمة أنوثة في العربية.
قال: وإنما هي أناثة
ونرى أن عدم ذكر اللسان - كغيره من المعاجم - كلمة لا يدل على عدم صحتها إلا إذا نص علماء اللغة على ذلك، أو على الأقل خلت منها المعاجم الموجودة، وإلا فمن حفظ