للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واف بالمقصد أو مقصر عنه، وأن مجازاتها واستعاراتها حسنة أو قبيحة. . . وهلم جرّا

٢ - وقد يتناول النقد شاعراً أو كاتباً؛ فيقال إنه ركيك الألفاظ أو غامض المعاني أو مستهجن الموضوعات أو متكلف لا يصور الطبيعة أو سراق غير مخترع

٣ - وربما يكون النقد أوسع من هذا فلا يتناول قطعة أو شاعراً بعينه، بل يتناول طرائق البيان ومناهج البلاغة؛ فيقال: ينبغي أن تؤلف الألفاظ على أسلوب كذا، وأن تحرر من السجع والصناعة، وينبغي أن تكون المعاني بيّنة قريبة من المخاطب، وينبغي أن يطول الكلام أو يقصر على قدر المقام وهكذا

٤ - وأحياناً يسمو النقد فوق هذا كله وينظر إلى الأدب ومقاصده عامة فيتناول مسائل كالمسائل الآتية: هل للأديب أن يطرق كل موضوع، أو هو جدير بأن يتناول موضوعات سامية لا يتناولها العامة؟

هل على الأديب أن يلتزم الأخلاق والآداب فيما يكتب أو هو حرّ فيما يُبِين غير مطاَلب إلا بالإجادة في بيانه؟

هل الحق والصدق من أسس البلاغة أو يكون الكلام بليغاً وهو كذب وباطل؟

هل للأديب مقصد فيما يكتب، أو هو كالزهرة تنشر الرائحة العطرة بطبعها لا تبغي وراء هذا شيئاً؟

وهذه المباحث أعمق مباحث النقد وأوسعها وأعظمها جدوى لأنها تتناول وجهة الأدب ومقاصده وموضوعاته، تعمد إلى سُبل الأدب تبيّنها وتوضّحها ليكون الأديب على بينة من غايته وسبله قبل أن يسير، فلا يعتسف الطريق ولا يضل دون الغاية

٤ - النقد في الأدب العربي

أما النقد اللفظي الذي يرجع إلى متن اللغة والنحو والصرف والعروض فالأمر فيه يسير لا يحوج إلى شواهد، وهو واقع في كل زمان يشترك فيه الشادون والمنتهون. ويُرى في كتب الأدب كثير منه؛ وقد كتب فيه الحريري كتابه (درة الغوّاص في أوهام الخواص)

وأما نقد الألفاظ من حيث سلاستها أو تنافرها وألفها أو غرابتها ونحو هذا ففي كتب الأدب والبلاغة مباحثه وشواهده

والنقد المعنوي عرفه العرب في كل عصور الأدب حتى العصر الجاهلي ولكنه كان أول

<<  <  ج:
ص:  >  >>