أما الآن وقد تقدم علم الطبيعة، وعمت الآلات، وكثرت الاختراعات، فأصبح من ضياع الوقت والمجهود ألا نشتري الأشياء من الصيدليات
وعلى هذا لن أصف هنا غير سائل واحد رأيته يستعمل في إنجلترا، ومفعوله جيد، وصنعه بسيط
يؤتى بمقدار جيد من ثمر الشليك، ويوضع في جزء من خل النبيذ، ويترك لمدة ثلاثة أيام، يصفى بعدها ويوضع في زجاجة للاستعمال وقت الحمام
وإذا وضع ملء فنجان منه على قليل من الماء وغسل به الوجه، فإن ذلك يساعد على تحسين لون بشرته
إن تأثير الروائح العطرية على الأعصاب مدهش، ولقد حرق القدماء البهارات إذا ما مرض منهم أحد، لا على سبيل التطهير فحسب كما نفعل اليوم بالليزول وغيره، وإنما اعتبر شم الروائح نفسها الدواء الشافي. والإنجيل يخبرنا أن القدماء عالجوا المرضى بالروائح العطرية؛ كما اشتهرت البيمارستانات في بلاد الشرق برش العطور فيها باستمرار
وأطباء اليوم النفسيون وعيرهم يخبروننا: أن النساء الحساسات جداً ينتعشن إذا ما شممن طاقة من البنفسج لأن رائحته للأعصاب، ورائحة الورد للروح، والعطور الأندلسية للرأس. والمرأة العصبية لها أن تمزج قليلاً من النوشادر بعطر البنفسج، وتشمها لتريح أعصابها. أما المرأة القلقة، فيسري عنها شمُّ الروائح اللطيفة الشذى. ويجب أن توجد زجاجة منها على الدوام في المنزل للاستعمال كضرورة واجبة لا كشيء كمالي، وأظن الرياضة في البساتين تؤدي ذلك على خير وجه
هذا وأن للروائح فلسفات، وللرياضة أشكال وأنواع ليس هذا مجالها.