(هو ده يخلص من الله)(يا رايح على جده)(اللي حبك يا هناه). . .
لحن أكثر من خمسمائة قطعة نجحت جميعها نجاحاً عظيماً. وهو فنان موهوب لم يتعلم في مدرسة ولا معهد، وإنما نشأ كما ينشأ العبقري الملهم تكفيه (الخميرة) التافهة ليزداد ويزداد حتى يصبح كله (خميرة) تنضج كل شيء. . .!
يعزف على العود (سماعياً) فلا يعرف (النوتة) الغربية.
تمتاز قطعه بروحها العربية الشرقية البحتة، فلا سرقة، ولا مزج، ولا خلط، ولم يعرف عن ملحن أو موسيقي أنه اختلط بالمرحوم الشيخ سيد درويش زعيم المدرسة الحديثة فنال حبه وملك قلبه كزكريا. وإنك لتجد تشابهاً عجيباً في روحيهما ونظرتيهما للحياة. . .!
يدهشك في هذا الرجل وفرة رجولته، واعتداده بفنه وكرامته. فهو يعطف على إخوانه الفقراء ويساعدهم ويلحن لهم بالمجان، ولكنه يتصلب ويشتط ويغالي مع الكبيرات الغنيات اللائى يأخذن كل شيء ولا يعطين شيئاً. ولعل وقفته المشّرفة مع (أم كلثوم) في روايتها الأخيرة تترجم تلك الرجولة القوية وتسجل تلك النفسية الكريمة، فقد رفض أن يأخذ أقل من (مائة) جنيه في اللحن الواحد ولم يقبل ما قبله القصبجي والسنباطي. ومن أصدق ما قيل فيه قول شاعر الشباب الأستاذ محمود حسن إسماعيل:
يا مثير (الصبا) من العود تحكي ... نغم الطير في صباح الخلود
أو تآويه عاشق عبقري ... أرعشت ليله رياح الصدود
أو قمارى جنة ساجلتها ... حلم الشدو غافيات الورود
أيها الشاعر الذي طار بالفن ... وأعلى شعاعه في الوجود
مر بالجاحدين كالكوكب المشبو ... ب واصدح بكل لحن جديد. . .