للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبنائه وهمة ملكيه الشاب المفدى، فلم لا نخرج للدنيا ألحاناً خالدة خالية من الحب، والغدر، والهيام السقيم واللون الإفرنجي الذي يخالف ذوقنا وفننا كما أشار بذلك سيد لشباب وحفيد إسماعيل. . .؟

إن بلادنا غنية بجمالها وجلالها، وإن شمسها وقمرها وسهولها وزروعها ونخيلها ونيلها، لو اتخذت موضوعاً للوصف والغناء لكانت فتنة للقلب، وسحراً للسمع، وإشادة صادقة بجمال صادق فذ فريد!

إن الشعب كالعجين في أيدي الشعراء، والزجالين، والمطربين والمطربات. . . يتشكل بالشكل الذي يريده هؤلاء جميعاً فلم لا نهيئه للجو الذي نريده ويريده مثقفوه؟ ولم لا نضطره إلى قبول هذا اللون الجميل الجليل بل إلى حبه وهو الذي يقبل منهم التافه المنحل. . .؟

إن الذين طبعوه على البكاء يستطيعون - لو أخلصوا - أن يطبعوه على حب المجد والتضحية ومسايرة الشعوب الحية الناهضة القوية، وإن الذين صوروه في هيئة الرجل الذي لا يعرف إلا قلبه وحبه، يستطيعون أن يصوروه في هيئة الرجل لذي لا يعرف إلا مجد وطنه وفخر أمته.

إن محطة الإذاعة يقع عليها جزء كبير من هذه التبعة فلن نكتفي منها بمحو كلمات (الذل، والهجر، والغدر) من الأغاني، بل نطمع في مساعدتها ومساهمتها في هذا المشروع العظيم بكل ما تملك من سلطة وقوة. . . نطمع منها أن تمنع بتاتاً (أهازيج الغرام، وأدوار الهيام) وإن تشجع هؤلاء الذين يتقدمون إليها بأغانيهم القوية تشجيعاً يحفزهم على مواصلة عملهم والتقدم بفنهم إلى الأمام أبداً. . .

عيها أن تضرب (بالشهرة) عرض الحائط، وستجد من الشعب المثقف ومن الصحافة خير مشجع لها ومشيد بفضلها.

إن الأمر لن يكلفها إلا القليل من الجرأة والإيمان بعدالة هذه القضية فهي متعاقدة مع بعض كبار الملحنين فلتكلفهم بتلحين جديد لكلام جديد. . . فإن عجزوا فالمباريات لن تعجز والجيل الجديد من الموسيقيين لناشئين لمثقفين لن يعجز!

اعتقد أن وزارة المعارف وهي التي تشجع الفنون على اختلاف أنواعها لن تظن على

<<  <  ج:
ص:  >  >>