قرأت مقالة الأستاذ قدري حافظ طوقان، المنشورة في العدد ٢٩٤ من (الرسالة)، بعنوان (القمر بين الحقيقة والخيال) فأعجبني ما جاء فيها من الحقائق العلمية الموضوعة بقالب يغري القارئ بمطالعتها. ولما كان حضرة الكاتب قد تطرق فيها إلى الكلام على جبال القمر، كما أنه ذكر أسماء بعضها، أحببت أن أؤيد كلامه بأمثلة أخرى من هذه الأسماء، تهمنا بنوعٍ خاص نحن الشرقيين، فأقول: كنت قد وقفت على كتابين بالفرنسية للعلامة الفلكي مورو أحدهما بعنوان (يوم في القمر) وثانيهما بعنوان (بحث في القمر). إن المؤلف يذكر في كليهما الأسماء الجغرافية التي أطلقها علماء الفلك من أبناء الغرب على جبال القمر، كما أطلقوا غيرها على سائر عوارضه السطحية. ومما يلفت الأنظار من هذه التسميات التي تعد بالمئات، تلك الطائفة التي اتخذت لها أسماء تعود إلى مشاهير التاريخ الشرقي، بل العربي على الأخص. وهاأنذا ذاكرها فيما يلي، مع ما يقابلها بالإفرنجية نقلاً عن الكتابين المشار إليهما:
أبو االفدا
ألغ
ثابت (بني قرة)
الحسن (بن الهيثم)
الزرقالي (إبراهيم بن النقاش الطليطلي)
المأمون
نصير الدين (الطوسي)
ولا يخفى أن أغلبية هذه الشخصيات كانت ذات يد طولي في علم الفلك وما يتصل به من العلوم الأخرى. فلا غرو أن يخلد ذكرهم بهذه الطريقة العلمية الصامتة التي قلما يعلم بها إخلافهم اليوم. وهلا تذكرنا هذه التسميات العربية بما يماثلها في كوكبنا الأرضي، حيث نجد مواقع عديدة سميت بأسماء مشاهير رجال العرب كجبل طارق وبلد الوليد والقاهرة والمدرسة المستنصرية وغيرها مما يطول سردها ويخرج بنا عما أردنا من هذه الكلمة. .