الناس إلى دلفي يستوحون كهنّتها فيقال لهم إنه لا بد من القصاص من قاتل الملك لايوس ليرتفع أذى الطاعون عن طيبة. . . وهنا ينتشر الجواسيس والرقباء في كل فج يجمعون الأخبار ويتجسسون أنباء القاتل فيتبين أنه أوديبوس الجالس على العرش طيبة وأنه هو نفسه ابن لايوس وابن الملكة جوكاستا. . . ويعترف الخادم الذي عهد إليه بقتل الطفل بأنه لم ينفذ ما أمر به، فيذهل أوديب وينطلق إلى الغابة فيسمل عينيه ويهيم على وجهه حتى يموت
ثم تبدأ حوادث الدرامة الثالثة (سبعة ضد طيبة). . . فقد ترك أوديب ولديه إتيوكليز وبولينيسيز يتنازعان العرش كما ترك ابنتين أخريين نظمت فيهم جميعاً درامات كثيرة. . . ويتفق الشقيقان على أن يتبادلا الحكم عاماً لكل منهما، ولما ينتهي عام أتيوكليز ويقدم أخوه ليتسلم مقاليد الحكم يرفض شقيقه أن يسلمه إياه فيلجأ الآخر إلى أدراستوس ملك آرجوس يستنصره ويعرض أن يتزوج من ابنته، فيقبل الملك ويرسل مع صهره سبعة من قادته يقودون سبعة جيوش إلى طيبة. . . ويستمر الحصار سبعة أعوام طوال دون أن ينالوا من طيبة قليلاً أو كثيراً وإن يكن الحصار قد أجهدها فيعرض القادة أن يطلب بولينيسيز مبارزة أخيه على أن يكون الفائز صاحب الحق في العرش، ويجيز إتيوكليز هذا الحل فيمضي إليه بقلب ثابت وجنان رابط وهو يعرف النتيجة، لكنه يذهب في غير خوف لكي يريح طيبة من ويلات القتال. . . ويلتقي الشقيقان، ويستمر النزال ساعة ثم يضرب كل منهما أخاه فيسقطان معاً ويضرجان الأرض بدمائهما. . . وبذلك تتخلص طيبة من كليهما كما تتخلص من نسل لايوس وتتحقق النبوءة كلها.