للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي الاحترام، ومشاعر الرحمة والشفقة نحو الآخرين، وإلا كانت التقاليد مجاملات جوفاء وهذه لا تلبث أن تزول

وان أميز ما يمتاز به الرجل الملم بمعرفة الآداب (العامة والخاصة) ما يتسم به من وقار وسماحة يغمر من يقابله، كما يساعده على العمل والقول اللائق الصحيح في كل موقف من المواقف. فالفرد الذي يعرف كيف يوجد بين جماعة راقية، لا يدع مجالاً للغضب ولا لعدم الصبر، ولا يتسيطر ولا يتحكم ولا يضغط على الآخرين بطباعه الجافة أن مركز الآداب الراقية، يمنع التبجح مع الرؤساء، كما يمنع الأحاديث التي تؤلم المشاعر، ويحبذ العمل على إيجاد رغبة صادقة في جلب السرور لمن نوجد معهم. فالمرأة والرجل المثقفان يجتهدان في جعل كل فرد مجتمعهما سعيداً مطمئناً (على شرط أن يستأهل هو ذلك أيضاً من جانبه). ثم أن مشاركة عواطف الغير واحترامهم مفروض على كل فرد مهما كان نوعه، وذلك واجب عليه سواء أكان غنيّاً أم فقيراً، عالماً أم جاهلاً. ومع أن الأخلاق الرقيقة قد تكون وراثية إلى حد ما، فانه يمكن تحسينها وإنماؤها بوساطة البيئة الصحيحة، وبدراسة القوانين الاجتماعية ومراقبة المجتمع نفسه، وتطبيق ما حصله الإنسان في معاهد الآداب عمليا في الحياة العملية حتى يجنى المجتمع ثمار عمل أفراده وبُناته

لعلنا بهذا التلخيص نكون قد أوضحنا بعض الشيء نشأة الإتيكيت وضرورته في الحياة.

زينب الحكيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>