وقدرتهم الموسيقية أنغامهم وألوانهم التي تتفق وأذواقهم ومشاربهم، وهو يتكون من ديوان (أوكتاف) سبعة مقامات: ثلاثة كبيرة وأربعة صغيرة (وهي التي يتكون منها النغم الشرقي الذي لا يعرف الماجيور، والمنيور أو الميجيير والمنيير كما ينطقها الفرنسيون. . .
وقد ابتكر الإيرانيون النغمات الآتية التي لم يكن الشرق يعرفها حتى سمعها منهم وهي:
وهي نغمات فارسية أصيلة تدل على قدرة عالية ومكنة متمكنة لا حد لها. . .!
قد يقال إن السلّم عربي، ولكن الأسماء هي الفارسية؛ وربما يستدل على هذا بما قاله الدكتور (هنري فارمر) من (أن ابن مسجح تعلم فن الغناء الفارسي، وتلقى أيضاً بعض الدروس عن الموسيقيين الروم العازفين منهم على (البريطين) وعلماء الموسيقى النظرية، واستعان بما تعلمه في غربته على وضع نظام للنظرية الموسيقية رضى به رجال الموسيقى في عصره. على أن هناك ما يدلنا على أن ابن مسجح رفض الطرق الفارسية والرومانية التي رآها غريبة عن الموسيقى العربية. ومن هذا يستدل على أن هذه النظم الموسيقية المنقولة من الخارج لم تكن سابقة لنظرية الموسيقى الوطنية العربية. قد يقال هذا، ولكن أليس فارمر هو القائل:
(ليس من العسير الوصول إلى معرفة الزمن الذي انتقل فيه العرب فعلاً من طريقة الديوان الواحد (الأوكتاف) إلى طريقة الديوان المضاعف أو الجمع التام، ففي أيام إسحاق الموصلي والكندي ويحيى بن علي والفارابي وإخوان الصفاء كانت أوتار العود الأربعة تسمى من الأعلى إلى الأدنى: زير مثنى، مثلث، بم، والاسمان الأول والأخير فارسيان)
فكيف يستعين الإنسان بأسماء غريبة عن لغته. ثم يدعي بعد هذا أن السلم له؟ إن العقل ليقف قليلاً متسائلاً:
كيف يوفق العرب إلى خلق السلم ثم لا يوفقون إلى خلق الأسماء فيسمونها بأسماء إيرانية بحجة أن نفوذ الفرس أدّى إلى هذا!
ثم إذا فرضنا جدلاً أن السلم لا يمت إلى الإيرانية إلا بالأسماء فقط فكيف عجز العرب إلى اليوم عن تعريبها وتسميتها بأسمائها؟!
هذا من الناحية الشكلية والعقلية (للسلم) الذي لا نزال نستعمله إلى اليوم بأسمائه الإيرانية