في (ذيل ثمرات الأوراق) لإبراهيم الأحدب: يحكى أن شهاب الدين الخفاجي المصري شرب الدخان هو وجماعة، فاعترض عليهم شيخي زاده، فكتب له الشهاب:
إذا شرب الدخان فلا تلمني ... وُجدْ بالعفو يا روض الأماني
تريد مهذباً لا عيب فيه ... وهل عود يفوح بلا دخان؟
فأجابه شيخي أفندي:
إذا شرب الدخان فلا تلمني ... على لومي لأبناء الزمان
أريد مهذباً من غير ذنب ... كريح المسك فاح بلا دخان
٣٧٨ - أرسلت نفسي على سجيتها
في (تاريخ بغداد). قال اسحق الموصلي: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه، فهش إلي، واستبشر بي، وبسط من وجهه فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حاليك، فقال لي:
أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم، فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
فيَّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت (والله) أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفد عليك مالك، والله ما سمعها أحد وما قلتها إلا الساعة. فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي
٣٧٩ - لو تركته لأورثك السل
روى ابن الجوزي: أنشد رجل أبا عثمان المازني شعراً له، فقال: كيف تراه؟
قال: أراك قد عملت عملاً بإخراج هذا من جوفك، لأنك لو تركته لأورثك السل
٣٨٠ - دين سوء يدور مع الدول
قال إبراهيم بن عبد الله الكَجَّي: قلت للبحتري: ويحك! أتقول في قصيدتك التي مدحت بها أبا سعيد:
يرمون خالقهم بأقبح فعلهم ... ويحرمون كلامه المخلوة