فدنا فقال: لعلها معذورة ... من أجل رقبتها فقلت: لعلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوه ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها
وقال عروة بن عبد اللهً: فأتاني أبو السائب المخزومي وأنا في داري، فقلت له بعد الترحيب: هل بدت لك حاجة؟ فقال: نعم، أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه. فقلت له: وأي أبيات؟ فقال: وهل يخفى القمر؟! قوله (إن التي زعمت فؤادك ملها) فأنشدته إياها فلما بلغت إلى قوله: (فقلت لعلها) قال: أحسن والله، هذا (والله) الدائم العهد، الصادق الصبابة، لا الذي يقول:
إن كان أهلك يمنعونك رغبة ... عني فأهلي بي أضن وأرغب
أذهب لا صحبك الله ولا وسع عليك - يعنى قائل هذا البيت، لقد عدا أعرابي طوره، وإني لأرجو أن يغفر الله لصاحبك (يعني عروة) لحسن ظنه بها، وطلبه العذر لها. قال عروة بن عبد الله: فعرضت عليه الطعام، فقال: لا والله، ما كنت لآكل بهذه الأبيات طعاماً إلى الليل
٣٨٦ - من حرقة النار أم من فرقة العسل
أبو اسحق إبراهيم بن عثمان ألغزي:
أشكو إليكم هموماً لا أبينها ... ليسلم الناس من عذري ومن عذلي
كالشمع يبكي ولاُ يدرى أدمعته ... من حرقة النار أم من فرقة سالعسل
٣٨٧ - رسالة. . .!
في (طبقات الشافعية الكبرى): ركب اسحق بن راهَويْه دين فخرج من مرو وجاء نيسابور، فكلم أصحابُ الحديث يحيى بن يحيى في أمر اسحق، فقال: ما تريدون؟ قالوا: تكتب إلى عبد الله بن طاهر رقعة - وكان عبد الله خراسان وكان بنيسابور - فقال يحيى: ما كتبت إليه قط، فألحوا عليه فكتب في رقعة:
(إلى عبد الله بن طاهر. أبو يعقوب اسحق بن إبراهيم رجل من أهل العلم والصلاح)
فحمل اسحق الرقعة إلى عبد الله بن طاهر، فلما جاء إلى الباب قال للحاجب: معي رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير. فدخل الحاجب فقال: رجل بالباب زعم أن معه رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير، فقال: يحيى بن يحيى؟ قال: نعم، قال: أدخله؛ فدخل اسحق وناوله