للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النظريات الأولى للعالم دي ستير كانت تتنبأ بتمدد الكون، وأن النظريات عامة وإن عرفت تمدد الكون لم تعين في المبدأ الدرجة التي يتمدد بها. وأضيف اليوم أن العلم النظري الحديث لا يحتم الفكرة القائلة بابتعاد جميع العوالم بعضها عن بعض فحسب، بل يُعين السرعة التي تبتعد بها هذه العوالم كما يُعينها العلم التجريبي.

على أن النسبية وحدها لا تزودنا بهذه المعلومات الجديدة، ولكن للعلم منابع أخرى وجدت طريقها بعد النسبية لأينشتاين؛ وأهم هذه المنابع اليوم الميكانيكا الموجبة التي أسسها العالم الشاب دي بروي الحائز على جائزة نوبل، أستاذ السربون وعضو المجمع العلمي الفرنسي؛ وباتباع الطريق العلمي الجديد نجد - مع إهمال القوة الجاذبية بين العوالم إذ هناك ما يبرر إهمالها علمياً - إزاء قوة التنافر للكون، أن سرعة ابتعاد العوالم بعضها عن بعض تقع بين ٥٠٠ و١٠٠٠ كيلو متر في الثانية لكل ٢٦ , ٣ مليون سنة ضوئية

ومما يلفت النظر أنه للوصول إلى هذه النتيجة الحسابية التي تتفق مع النتائج العملية لم يلجأ الباحثون إلى أي عمل تجريبي أو إلى الأرصاد الفلكية

ويجدر بالذكر أن كل ما يتعلق بحساب الكون أو بحساب الإلكترون يرتبط إلى حد كبير بتعيين سرعة ابتعاد العوالم بعضها عن بعض. على أن هذا النجاح الأخير الذي يظهر في الاتفاق بين العلم النظري والعلم التجريبي لم يقف عند هذا الحد، بل استبنَّا من العلوم النظرية علاقة بين البروتون والإلكترون على وجه خاص بين كتلتيهما. ولكي يفهم القارئ شيئاً عن البروتون نذكر أنه بين مكونات المادة. فذرة غاز الهيدروجين مثلاً مكونة من مركز رئيسي هو بروتون واحد يدور حوله إلكترون واحد كما يدور القمر حول الأرض. ومن ثم أضحى العلماء بفضل تقدم الميكانيكا الموجبة بصدد نظريات تعين أمرين في آن واحد:

الأمر الأول: سرعة تمدد الكون ومنها القوة التنافرية، كذلك الثابت الكوني.

الأمر الثاني: النسبة بين كتلة البروتون والإلكترون

إلى هنا لازال يبعد عن ذهن القارئ العلاقة بين الكون والإلكترون، كما يبعد عن ذهنه أيضا علاقة يرى فيها وزن الكون. ولكي أعطي القارئ فكرة سريعة عن هذا أدله على وجود علاقتين توصل لهما العالم الكبير أينشتاين في سنة ١٩١٦. يرى في إحدى هاتين

<<  <  ج:
ص:  >  >>