كذلك لا أنسى الآنسة الشرقية التي كانت مسافرة مرة على إحدى البواخر إلى أوربا، ولما كانت تتناول الشاي حاولت استخدام الشوكة في أكل البسكوت الجاف والخبز المقدد، وكانت في كل مرة تأول ذلك ترسل قذيفة إلى وجه الجالس أو الجالسة أمامها أو إلى جانبها مما دل على النقص الشديد في معرفة إتيكيت تناول الطعام
لهذه الحوادث وأشباهها أردت أن أتحدث لحضراتكم عن الغداء في أمريكا، والعشاء في إنجلترا، وآداب الوجبتين عند العرب.
وليمة الغداء العادي في أمريكا
إذا قارنا الغداء الرسمي في أمريكا بالغداء الرسمي في إنجلترا وجدنا أن الغداء الإنجليزي يشبه العشاء الرسمي كثيراً.
أما في أمريكا فتكاد تكون ولائم الغداء مقصورة على السيدات دون الرجال الذين يكونون مشغولين عادة في أعمالهم بمكاتبهم، ولا يستعملون تلك الولائم لأغراض خاصة، في حين أن رجال الإنجليز كثيراً ما ينّتهزون فرص هذه الولائم لنقاش المسائل المهمة الحاضرة ويتبادلون الآراء في كثير من الأمور
ولهذا تكون ولائم عشائهم خالية من كل ما يجهد العقل، وإنما تكون أوقات مفاكهة ومرح بريء
وولائم الغداء الأمريكية يدعى لها ببطاقات بسيطة قبل ميعادها بعدد قليل من الأيام، وتكتب عادة بضمير المخاطب لا بضمير الغائب كما يتبع في الأحوال المهمة، وتحدد ساعة الغذاء أو لا تتحدد فليست هذه مسألة دقيقه كما في ميعاد وليمة العشاء
طريقة توزيع الطعام على نوعين
إما أن يتناول المدعوات أنفسهن من ألوان الطعام الموضوعة على منضدة جانبية على شكل (بوفيه)، وتكون الألوان عادة واردة (كلحوم جافة باردة، وخضر محمره، وحلوى الخ)
وإما أن يمر النُدل كما في وليمة العشاء بألوان الطعام الساخن