تنُشر في الرسالة قصيدة (العصر الذهبي) التي نظمت لتمجيد جهود الإنسانية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ومحاولتها تحقيق ذلك العصر الذهبي الذي نحلم به؛ وقصيدة (نحو الفجر) التي جُعل الفجر في آخرها رمزاً لفجر مستقبل للإنسانية؛ وقصيدة:(شهداء الإنسانية) التي تدعو إلى نصرة من ضحوا بحياتهم وسعادتهم في خدمتها، وإنما يكون الانتصار لهم بالانتصار للمُثل العليا التي ضحوا بحياتهم وسعادتهم لتحقيقها؛ وقصيدة (الشباب) التي تعبر عن أمل الإنسانية في جهود الشباب وآماله وأحلامه؛ وقصيدة (الباحث) الذي خلده البحث والأمل، والذي ينشر للإنسانية الحق والرقي؛ وقصيدة (إلى المجهول) التي تدعو إلى تقصِّي أسرار الحياة والخليقة؛ أقول مما يدعو إلى التشاؤم حقاً أن يأتي إلى قراء الرسالة كاتب يقول: إني أدعو إلى التشاؤم بعد ما نشرت فيها. وليست هذه كل قصائد الأمل؛ فقد نُشر فيها أيضا قصيدة:(الأمل) الطويلة في وصف آثار الأمل في الحياة. وقصيدة:(النجاح) و (فن الحياة) تقديساً لمسرات الفنون والحياة وجعلها فناً في جميع مظاهرها، وقصيدة (سر الحياة) وفي آخرها إظهار عبث الشكوى منها، وأن الشكوى ليست مؤسسة على حقيقة ثابتة، بل على حالة نفسية. ونُشر لي في الرسالة في وصف محاسن مشاهد الكون والحياة:(ليلة حوراء) وبين الجمال والجلال) و (الفصول) و (سحر الطبيعة) و (على بحر مويس) و (الصحراء). . . الخ. ومما يدعو إلى التشاؤم حقاً أن يكتب الأديب الفاضل في المقتطف لقراء المقتطف: أني أدعو إلى التشاؤم وقد نُشر لي فيها: (بين الحق والحسن) وهي وصف للصراع النفسي بين نشدان الجمال وطلب الحقيقة؛ وفي آخرها ذكر أن طلب الحقيقة في الحياة والحياة نفسها لا يدومان إلا مع نشدان الجمال فيها. ونشر لي فيها أيضاً قصيدة (قيد الماضي) وهي دعوة للإنسانية أن تأخذ من الماضي عظاته، وألا تتقيد بطباع الأثرة والأحقاد التي خلفتها الدهور الطويلة. ونشر لي فيها قصيدة:(النشوء والارتقاء) وهي دعوة لمساعدة هذه السُّنة في الأمور النفسية والخلقية كما سرت وتسري في الأمور العقلية. ونشر لي فيها أيضاً قصيدة (أمنيتان للنفس) وفي الأمنية الثانية أي طلب القوة كل أمل ولذة في الحياة. ونُشر في المقطم قصيدة (الأبد في ساعة) وهي دعوة إلى استرسال النفس في مطالبها غير المحدودة. لقد كنت أفهم قول الدكتور أدهم لو نقد ما نُشر لي قائلاً إنه دعوة إلى التفاؤل بولغ فيها وغولِيَ بها؛ وقديماً قد ميزت بين