روح الصدق والحب والطمأنينة والسلام. . .
اليوم لن تفهم ذلك الأسلوب الذي تعارف عليه الناس وأسموه أدباً لأنك لا تؤمن بغير أسلوب روحك الرمزي النقي. . . وغداً عندما تضلك الحياة وتغريك أضواء الوجود. . . تفهم وتدرك
وسوف تقول: ليتني ظللت طفلاً لأتمتع بحب أبوي الشامل وأحرك المشاعر بأنفاسي العطرة، وأسِّير الأقلام بإلهامي. . . ليتني. . . ليتني. . .
ولكن هيهات. . .
فبعد أعوام. . . أسمع عنك وقد أراك، فأجد الحياة المادية تسيرك، وألمح روح الحياة العلوي ينسحب في بطأ وحسرة ليتقمص كيان وليد جديد. . .
أدام الله لك قلبك بعاطفته البريئة النقية. . . ولتتصرف الحياة في كل ما تملك. . . عدا قلبك. . . عدا قلبك. . . لتكون كأبيك تحب لتخلد.
لما سألت والدك: لم مات فرتر؟ أجابك: لأنه أحب وأخفق.
فابتسمت ابتسامة عميقة أعمق من فلسفة الوجود لو ارتسمت
في شبه بسمة وقلت: (يعني لما الواحد يحب واحدة ولا تكونش مراته يموت)، فضحك وقال: أجل
فهل علم الوالد أنك تفهم أكثر منه وأنك تضلله بسؤالك
آه. . . لو قال لك: إنه مات لأنه جعل الحب غاية، وكان يريد أن ينتصر في المعركة، فلما انخزل وجد الموت مع الكرامة أشرف من الحياة مع المهانة، لو قال ذلك. . . لارتسمت تلك الحروف في ذهنك مدى الأعوام ولصرت بطل جيلك. . .
يا صغيري الحبيب!
إنني أتوسم فيك سمات البطولة
وألمح في عينيك شعاع المجد المرتقب
وأرى حركاتك بشير الصراع الحيوي الشريف. . .
فعش لأبيك ذكرى خالدة، ولوطنك شعلة الحب والحق والحرية. . .
جميلة العلايلي