للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحواشي والظروف دون الجوهر واللباب.

أللأديب رسالة؟

نعم، ليس بالأديب من ليست له في عالم الفكر رسالة، ومن ليس له وحي وهداية

ولكن هل للأدب كله رسالة تتفق في غايتها مع اختلاف رسائل الأدباء وتعدد القرائح والآراء؟

نعم. لهم جميعاً رسالة واحدة هي رسالة الحرية والجمال

عدو الأدب منهم من يخدم الاستبداد، ومن يقيد طلاقة الفكر، ومن يشوه محاسن الأشياء

وخائن للأمانة الأدبية من يدعو إلى عقيدة غير عقيدة الحرية أفيدري الأستاذ توفيق ما هو - في رأيي - خطب الثقافة الإنسانية الذي يخشاه دوهامل ويشفق منه كتاب أوربا كافة على مصير الذوق والتفكير والفن والشعور المستقيم؟

أفيدري الأستاذ توفيق ما هو - في رأيي - سر الفتنة الحسية التي غلبت على الطبائع والأذواق وتمثلت في ملاهي المجون أو ملاهي الأدب الرخيص؟

سرها الأكبر هو وباء (الدكتاتورية) الذي فشا بين كثير من الأمم في العصر الأخير

لأن الدكتاتورية كائنة ما كانت ترجع إلى تغلب القوة العضلية على القوة الذهنية والقوة النفسية

ولأنها ترجع بالإنسان إلى حالة الآلة التي تطيع وتعمل بغير مشيئة وبغير تفكير

وأين تذهب المعاني والثقافات، بين القوى العضلية والآلات؟

وأين الأديب الذي يستحق أمانة الأدب وهو يبشر بدين الاستبداد؟

لهذا بقيت عقول تكتب وقرائح تبدع في الشعوب الديمقراطية، ولم يبق عقل ولا قريحة في بلاد الدكتاتورية

فإذا تعطلت الكتابة والإبداع بعض التعطيل في أمة ديمقراطية فإنما تتعطل من حالة فيها تشبه أحوال الاستبداد، وهي انتشار الكثرة العددية بين جمهرة الشعراء، والرجوع بالذوق إلى العدد الكثير دون المزية النادرة، أي الرجوع به إلى (الثورة العضلية) لا إلى الحرية أو المزية الفردية

لكل أديب رسالة

<<  <  ج:
ص:  >  >>