ورابعاً في أن السعادة واللذة شعور لا يستقيم إلا إذا شعر المرء بالألم:
لا يطعم السعد الشهي وشهده ... من لا تورد فؤاده الآلام
وإذا أراد الأستاذ الفاضل زيادة من شعر التفاؤل فإنه يجده كما في قصيدة (حياة جديدة) ومنها:
تلك قلوبٌ كأنها قبسٌ=يضئ دجنً القضاء والغيب
قد آمنت بالعلاء واعتقدت ... كما يقنا الإله في الحجب
وكما في قصيدة الباحث:
عشت دهري بالبحث والأمل الحل ... وولولاه لم أرحْ بالنجاء
من سهام المنون إن صروف ال ... دهر فينا كثيرة الإصماء
أنشد الحق بالتقلبِ في العي ... ش وأبغي سريرة الأشياء
وقد قلنا قديماً إن في النفس البشرية قوة تستطيع أن تحول التشاؤم إلى غرض من أغراض التفاؤل، وإلى قوة من قوى الاستبسال في طلب الأمل (إنما اليأس سبيل للمنى). ونعود فنقول إنه من الإخلاص للأدب أو الأديب أو الإنسانية ترك أحسن ما في قول القائل. وهذا قول لا ننعت به الناقد الفاضل