للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومتعة، ويقبل علي بشوق وحماسة. . . لا يريد إلا رجالا على شاكلته.

هو يساعد الناس. . . ولكنه يفر من الحديث السخيف، والثرثرة المخيفة. ولذا كان (غوته) ينصح أيضا للأديب أن يهمل حوادث يومه العامة، إذا لم يكن فيها ما يغذي خياله أو يهيج نفسه. فلشد ما نكون أغبياء، عندما تقضي ساعة من يومنا في الاستماع إلى أخبار الحرب القادمة، وساعة في نتائجها. . . وأخرى في أسبابها. . . ولم نتقلد بعد كرسي الوازرة، أو نحمل عصا القيادة، أو نمسك بقلم الصحافة. . . إننا نسيء إلى بلادنا. . . لأننا ننفق الأوقات فيما يضرنا ولا ينفعنا، فحياتنا قصيرة. . . وبلادنا ترنو إلينا على أن النظام الذي اتبعه (غوته) في عمله وخضع له، هو نظام الإحساس الرهيف. ونحن لا نستطيع أن ندع أحاسيسنا تسيطر على أنفسنا، فتعجزها عن العمل. انظروا إلى العامل البأس الذي غدا إلى عمله، وترك ابنه في داره، فيعالج الحمى. . . فالفكر التي تملأ رأسه تغشى على سمعه وبصره، فيخلد إلى الأحلام. . . وتحف به الطيوف السود والأشباح المرعبة. وربما أمسك بالقلم ليخط رسالة. . . ولكنه يبقى صامتاً حيران. . . أمام ورقته البيضاء. . . تفر منه الكلمات. . . ويلتاث عليه الكلام

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

<<  <  ج:
ص:  >  >>