للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(ترستان داكنها) في الجنوب. وفي زعم القائلين بوجود القارة المفقودة أن جزر الأزور هي البقية الباقة منها. وأن الجزء الأوسط من المحيط الأطلسي قليل العمق لأنه هبط حديثاً.

كذلك يشير أصحاب هذا الرأي إلى التشابه العظيم بين السواحل الشرقية والغربية للمحيط الأطلسي، مما يدل على اتصال الساحلين في زمن قديم. وليس من شك في هذا التشابه، لكنه يرجع إلى اتصال في الأزمنة الجيولوجية القديمة. ولا فائدة لأنصار هذا الرأي من الرجوع إلى هذا الدليل الذي لا يفيدهم في قضيتهم شيئاً.

أما الأبحاث الخاصة بقاع المحيط الأطلسي، والتي أريد بها إثبات أن هذا القاع كان إلى وقت قريب بارزاً فوق سطح الماء، فهي على قصورها أقوى البراهين - أو على كل حال أقلها ضعفا - التي يدلي بها القائلون بوجود هذه القارة العظيمة.

وخلاصة هذا الدليل أنه في عام ١٨٩٨ كانت إحدى السفن تبحث عن سلك تلغرافي قد انقطع في وسط المحيط الأطلسي، وفي أثناء بحثها عن هذا السلك كانت تستخرج من قاع البحر قطعاً من الطين والصخر، وقد فحصت هذه المواد فتبين أنها مما تقذفه البراكين الثائرة، وأن هذه الصخور البركانية كانت مادة منصهرة ذائبة ثم تجمدت وكان تجمدها فوق سطح الأرض لا تحت سطح الماء كما هي حالها اليوم. وذلك لأن حمم البراكين (اللافا) إذا تجمدت في الهواء كان لها شكل خلاف شكلها إذا تجمدت في الماء.

والنتيجة التي يراد الوصول إليها من هذا، هي بالطبع أن هذه البراكين هي براكين قارة أطلنطس وأن هذه اللافا قد تجمدت على سطح القارة المفقودة قبل أن تختفي تحت عباب الماء. لكن لابد لنا للوصول إلى هذه النتيجة الخطيرة من أن نثبت أن هذا الجزء من قاع المحيط الأطلسي الذي استخرجت منه هذه المواد قد كان في وقت حديث - أي منذ نحو اثني عشر ألف سنة. بارزاً فوق سطح الأرض.

ولاثبات هذا الأمر يقول بعض الحتاب أنه في نظر كثير من الجيولوجيين لا يمكن اللافا أن تبقى تحت سطح الماء اكثر من ١٥٠٠٠ سنة، لأنها في هذه المدة تتحلل عناصرها تماماً فلا يبقى لها أثر. إذن فاللافا التي استخرجت من قاع المحيط والتي ثبت أنها قد تجمدت فوق سطح الأرض. لابد أن تكون قد غمرتها المياه حديثا ً - أي أن هبوط القاع حدث في وقت حديث لا يتجاوز الخمسة عشر ألف سنة!

<<  <  ج:
ص:  >  >>