البدوي فيها فيتعرف على دقائقها جيداً. وللعربي خاصية حفظ الأشياء والمناظر الطبيعية والعلامات الأرضية فهي تنطبع في ذهنه لأول وهلة. على أن هذه الخاصية لا تتوفر لجميع البدو، بل هي تتوافر عند قليلين منهم يعرفون بالأدلاء. وللدليل البدوي مهارة عجيبة مدهشة في تعرف الطرق وسهولة ارتيادها وتمييز الجبال والتلال والقدرة على السير ليلاً في أشد الليالي حلكة وظلاماً.
قبائل الصحراء الغربية
يسكن صحراء ليبيا من النيل إلى جالو والكفره فريقان من البدو: السعادي والمرابطون، وهم جميعاً من نسل (سعدي). وهم ثلاثة فروع:
سعدي. وقد أنجبت جبريل وبرغوث وعقار. ومن ذرية جبريل: العواقير والعربيات والمغاربة والجوازي. ومن ذرية برغوث: عبيد والعرفة والفوايد. ومن ذرية عقار: علي والحرابي والهنادي وبني عونة والجمعيات، ومن ذرية علي: أولاد علي الأبيض وعلي الأحمر والسننة. وأولاد علي الأبيض هم: أولاد والسنافره والعزايم والأفراد. وأولاد علي الأحمر وهم: القنيشات والعشبيات والكميلات. والسننة هم: العزوة، والقطيفة، والمحافيظ، والعجنة.
ويسكن أولاد علي الصحراء الغربية.
أما (المرابطون) فهم أقدم من السعادي ولكنهم متفرقون وكل قبيلة منهم في حمى قبيلة من السعادي، ولعل ذلك يرجع إلى أن السعادي جاؤا البلاد فاتحين؛ ويعرف المرابطون أحياناً بالصدقان أو الأصدقاء. وأهم قبائلهم: زوي، والمجابرة، والمنفة، والموالك، والشواعر، والجرارة، والقطعان، والحونة والجبابل، والتراكي، والشهيبات والفواخر، وترهونه، والعوامة والصوانقة الخ. . .
وهؤلاء موزعون في الصحراء وفي حمى السعادي. وكل قبيلة منهم مسؤولة عن الدفاع عمن تحميهم من المرابطين.
ويقدر عربان هذه الصحراء بنحو ٥٥ ألفا. وهم جميعاً معروفون بشدة الولاء والإخلاص لجلالة الملك وآل بيته الكريم لما لاقوه من عطف محمد علي باشا الكبير رأس الأسرة العلوية، وما منحه إياهم من امتيازات لا يزالون يذكرونها، ويفخرون بها ويتوارثونها جيلاً