لعرفت أن الجاهل قد يصيب بجهله ما لا يصيب العالم بعلمه مع حرمانه.
قال أبو حيان: فقلت له فما الجد؟ وما هذا المعنى الذي علقت عليه هذه الأحكام كلها؟
فقال: ليس لي عنه عبارة معينة، ولكن لي به علم شاف استفدته بالاختبار والتجربة والسماع العريض من الصغير والكبير، ولهذا سمع من امرأة من الأعراب ترقص ابناً لها وتقول: رزقك الله جدُّا يخدمك عليه ذوو العقول، ولا رزقك عقلاً تخدم به ذوي الجدود.
٤١٦ - البياض لباس حزن
قال بعضهم في لباس أهل الأندلس البياض في الحزن مع أن أهل المشرق يلبسون فيه السواد:
ألا يا أهل أندلس فطنتم ... بلطفكم إلى أمر عجيب
لبستم في مآتمكم بياضاً ... فجئتم منه في زي عجيب
صدقتم فالبياض لباس حزن ... ولا حزن أشد من المشيب
٤١٧ - الفضيلة الجامعة والرذيلة المفرقة
في (الكلم الروحانية): قال أفلاطون: الفضيلة تجمع أهلها على المحبة، والرذيلة تفرق بين أهلها بالتنافر والبغضة: ألا ترى أن الصادق يحب الصادق، ويستنيم إليه، وكذلك الثقة مع الثقة، والحسن الخلق مع الحسن الخلق، وترى الكاذب يبغض الكاذب، والسارق يخاف السارق، وكل واحد منهما حذر من مجاورة صاحبه.
٤١٨ - دعوة مظلوم!
في (تاريخ بغداد) لابن الخطيب: قال جعفر لأبيه ابن خالد ابن برمك - وهم في القيود والحبس -: يا أبت، بعد الأمر والنهي والأموال العظيمة أصارنا الدهر إلى القيود ولبس الصوف والحبس؟! فقال له أبوه: يا بُني، دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها، ولم يغفل الله عنها. ثم أنشأ يقول: