وعلى هذا النسق مضى المؤلف يعدد فضائل الكلال، وأتى في الكتاب بطائفة من الأقوال البارعة والأبيات اللطيفة التي قيلت في الكلاب ومنها يتبين للقارئ نظر العرب لهذا الحيوان.
القط
يتشاءم بعض الناس بأن القط الأسود مجلبة للشر وطالع نحس وعنوان كل كارثة مقبلة. . . ويتطير الغربيون بالقط الأسود إذا عبر طريقهم. وكان الإنجليز حتى عهد قريب يحتفلون سنوياً بمدينة (شرفتيد) بالإتيان بقطة سوداء، رمز الظلام، ويضربونها بالسوط حتى تموت.
وربما يرجع هذا التشاؤم إلى سواده، والسواد رمز للحزن أو ربما يرجح إلى عقائد قديمة كانت شائعة عند القدماء بشأن سواد القط.
ولا يزال الايطاليون والهنغاريون يعتقدون بان القطة التي تنب فوق سطوح المنازل لابد أن تكون قد تقمصتها روح ساحرة شريرة. والبراهمة على العموم يعتقدون بحلول أرواح البشر في القطط. وذلك أيضاً هو اعتقاد أهل السيام الذين يقدمون للقطط على سبيل الهدية أقفاصاً من ذهب يضعونها في المعابد، وقد شوهدت قطة سوداء في موكب الاحتفال بتتويج ملك سيام في سنة ١٩٢٦.
وكثيراً ما كانت القطة في القرون الوسطى سبباً في قتل صاحبتها من العجائز لاتهامها بالسحر وكانت القطة تعتبر دليلاً على ممارسة العجوز لهذا (الفن الأسود) في الخفاء لمساعدة الأرواح العديدة التي تسكن جسم القطة.
ومن الخرافات المصرية التي شاعت في العالم أن للقطط سبع أرواح أو تسعاً. وقد يعزى إلى هذه الخرافة بعض القسوة في معاملة القط، ولكن أصلها يرجع إلى حرمة القط بل إلى تقديسه، فقد كان قدماء المصريين يقدسون هذا الحيوان ويحنطون جسمه ويشيدون له المقابر، وكانت (بشط) ربة مصرية لها رأس قطة، وكان المصريون يعتقدون أن لها تسع أرواح.
وذكر المؤرخ اليوناني (هرا بللون) أن الإغريق كانوا يصنعون تماثيل القطط بمعبد الشمس بمدينة هليوبوليس، لأن عين هذا الحيوان تتبع الشمس في انتقالها في الأفق وقد عثر المنقبون في سنة ١٨٩٠ على مقبرة كبيرة بجهة بني حسن موجودة بها جثث القطط