وملاحظة الحاضر، يتداخل فيها فن عقلي ينظر في الظواهر الاجتماعية والأخلاقية لتعديل ما يجب تعديله منها. هذا هو المذهب الذي عرضه الأستاذ البحاثة (ليفي برهل) في كتابه الآنف الذكر: (الأخلاق وعلم العادات). الأخلاق أعنى مجموع الواجبات التي تفرض على الضمير، لا تستند إلى مبادئ نظرية قامت عليها. إنها عمل، إنها حقيقة؛ عمل اجتماعي، وحقيقة اجتماعية كذلك؟ (إننا لا نعمل أخلاق شعب أو أخلاق تمدن لأنها عملت سابقاً)
إنه بلا شك قد يحصل أن يعارض المرء الحقيقة الأخلاقية بمثل أخلاقي أعلى وصل إليه بالنظر. ولكن هذا البحاثة يجيب عن هذا بقوله:(في الواقع ليس هذا المثل إلا ظهوراً في غير آنه مع بعض التغيير لحقيقة اجتماعية في ماض بعيد أو مستقبل ليس أقل منه بعداً؛ وهذا يكون بالدقة بعض الشيء من هذه الحقيقة التي يجعلونه معارضاً لها).
هذا ملخص ما يراه هذا العالم. فما الرأي فيه؟ موعدنا في بيان ذلك الكلمة الآتية وهي تمام هذه البحوث إن شاء الله تعالى.