للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحيز المكون للكون في مجموعه

فالشمس لا يمكن إذن أن تكون مصدراً لهذه الأشعة. كذلك النجوم المكونة للمجرة، لأن هذه النجوم غير موزعة توزيعاً منتظماً حول الأرض. فلو كانت الشمس مصدرها لاختلفت شدتها مع الوقت الشمسي. ولو كانت المجرة منشأها لاختلفت شدتها مع الوقت النجمي. وهذا الاختلاف أو ذاك لا وجود له بالمرة، وبخاصة في الجسيمات الصلبة أو القوية من هذه الأشعة

وما يُقال عن المجرة يُقال عن العوالم الأخرى التي ليست موزعة توزيعاً منتظماً حول الكون المغلق.

على أنه لا يمكن أن يكون مصدر الأشعة المكونات الداخلية للنجوم، لأن طاقة الأشعة في هذه الحالة تصبح ضعيفة لاختراقها كل مادة النجم

ومهما يكن من الأمر فإن مصدر الأشعة الكونية يجب أن يسمح كما قدمنا بتفسير خواص إشعاع طبيعته وقوته واحدة في جميع الجهات حول الأرض. وقد وضع يجيز تولد هذه الأشعة في وقت ابتداء تطور العالم، بحيث أصبحت خواصها الطبيعية مع مرور الزمن واحدة في جميع وذلك بسبب رحلتها المستمرة داخل الكون المغلق

وقد وضح النظرية الاركيولوجية بفكرته في أن الكون في مجموعه لا يكون سوى ذرة كبيرة جداً تشع هذا الإشعاع على طريقة هي فوق طريقة النشاط الراديومي -

أما عند مليكان فأنه يغلب على ظنه أن بعض الحوادث الطبيعية الحادثة باستمرار في المواد الواقعة بين الأجرام السماوية ربما تعطي هذه الدرجة من إشعاع له نفس الخواص حول الأرض.

أما فرض انعدام المادة فهو لا يكفي أيضاً لتفسير إشعاع له مثل هذه الطاقة. ومن المعروف أن الطاقة الحادثة عن انعدام كتلة البروتون تساوي حوالي الألف مليون إلكترون فولت، وهي طاقة أقل من التي نعهدها في الأشعة الكونية.

كذلك ليس من المحتمل أن يكون سبب الأشعة تحول نواة معقدة وثقيلة بانعدامها وانتقال طاقتها إلى الإلكترونات أو الفوتونات، كما أنه ليس من المحتمل أن يكون السبب في الطاقة الحادثة من تكوين نواة معقدة من ذرات أبسط منها، فإن مثل هذه الطاقة تقل أيضاً عما

<<  <  ج:
ص:  >  >>