ولم تكن بلاد الحبشة قد عرفت جيولوجيا قبل الفتح الايطالي، ولكن قد تبين أخيراً أن هذه البلاد تحتوي على أكبر مناجم للبلاتين والذهب والفضة والنحاس والحديد والبوتاس والرصاص والفحم والزيت (وهو أهم ما تصبو إليه إيطاليا) وهذه مواد ذات قيمة لا تقدر، وهي ولا شك تستحق ما بذل لأجلها من المشتقات. فلا يصح أن يقال أن التوسع الإيطالي في تلك البلاد كان يقتضيه ازدياد عدد السكان في إيطاليا مع ما هو معروف من رداءة الجو في تلك البلاد، وعدم ملاءمته للإيطاليين بحال من الأحوال
أما ألمانيا فهي تحصل على ما يكفيها من الفحم، إلا أن ضياع الألزاسي واللورين جعلها تتكل على بلاد أخرى في الحصول على الحديد والذهب. وقد استورد منها في العام الماضي ٢٠ مليون طن. ولا شك أن ألمانيا يهمها أن تطمئن على توريد هذه المواد إبان الحرب، ولا يمكن ذلك إلا إذا وضعت البلاد التي توردها تحت إشرافها (بقصد تشيكوسلوفاكيا)
أما إسبانيا فماذا تقدم للأمم التي تهتم بها سياسياً؟ مما لا شك فيه أن الثروة المعدنية لتلك البلاد لا يستهان بها، فهي تحتوي على موارد عظيمة للحديد الممتاز والصلب والنحاس وغيرها من المعادن التي تستوردها ألمانيا من الخارج. . .
وهكذا حيثما وجهنا النظر وجدنا المواد الصناعية هي المحرك لتلك الأمم والحافز لها على التطاحن والحرب
الحب والخوف - عن مجلة (جون أولندن)
لكي نتخلص من مخاوفنا في الحياة، يجب علينا أن نكون على وفاق معها. قال أحد الحكماء:(إن الحب الخالص يزيل الخوف، إذ أن الخوف يناقض الحب. ولا يوجد قول أصدق من هذا القول). فنحن حين نكون على وفاق مع الحياة، معارفها وتجاربها وكل خليقة فيها فلا شيء نخافه. إذ إننا في هذه الحالة نعيش مع كون صديق. . . وكما يقول إدوارد كاربتتر في شعره المنثور: تسرع كل القوى العلوية إلى تحقيق مسراتنا الأبدية.
فإذا دب الحب إلى قلب الإنسان، واتصلت وشائجه بشأن من الشؤون، أصبح هذا الشان قريباً من نفسه كل القرب، فهو لا يخيفه ولكنه يسره ويؤدي به إلى السعادة.
ليس من العسير أن نوثق عرى الألفة مع الكون حتى ترتبط نفوسنا بكل ذرة فيه. وعند