معروف بمشروعاته العظيمة وخططه الناجحة في إصلاح تلك البلاد. وقد انتخب رئيساً للولايات المتحدة سنة ١٩٣٣ في أشد الأوقات وأحرجها بالنسبة لحالة البلاد التجارية. فقلب وجوه النظر لإصلاح هذه الحال، وقد كان أهم المشروعات التي وضعها في هذا الصدد، هو مشروع (مساعدة الضرورة) الذي شمل اتحاد البلاد، وانتفع به ملايين من العمال العاطلين لمدة سنتين.
وقد كلف الحكومة هذا المشروع ١٥٠ مليون من الجنيهات، وهو مبلغ ليس بالكثير لإحياء أمة. ولم يكتف روزفلت بهذه التجربة التي استفاد بها عدد كبير من السكان، فأوقف قانون الضرورة وأحل محله نظاماً دائماً للعمال العاطلين. وقد بذل في هذا الشأن أعظم مجهود رآه العالم في مثل هذه الأحوال. . . فأعلن أن حكومة الولايات المتحدة لا تتحمل كل هذه الحاجة، ولا تستطيع أن تقوم بأود كل بائس أو مسكين، ولكنها ستأخذ بيد العمال القادرين الذين لا يجدون لهم عملاً، لا بإمدادهم بالمال ولكن بإيجاد عمل دائم لهم
إن نظام إعانة العمال العاطلين في إنجلترا لم يرق روزفلت، فأعلن أن أمريكا لا توافق على نظام الإعانات المالية بحال من الاحوال، لاعتقاده أن إعطاء المال بدون عمل مفسدة للأخلاق.
وإذا كان لابد من المعونة فهي تعطى في حالات المرض، ويمد بها العجائز والأمهات ذوات الأطفال.
وقد أبدى روزفلت شجاعة عظيمة في تنفيذ هذا الرأي، فاستدعى صديقه مستر هاري هوبكن وهو رجل ذكي قضى حياته في ممارسة الأعمال، وعينه وزيراً وكلفه بإيجاد سلسلة من الأعمال العامة في البلاد، لتشغيل العمال العاطلين من ألسكا إلى بنما، ولم يقيده بقيود كثيرة، ولم يشترط عليه شروطاً ثقيلة، ولكنه حتم عليه أن يجعل سائر الأعمال التي يقوم بها هؤلاء العمال نافعة للدولة.
وقد قام مستر هوبكن بهذا العمل بكفاية وجدارة وأوجد في الحال أعمالاً دائمة لثلاثة ملايين من العمال العاطلين. ونستطيع أن نؤكد أن هذه الأعمال على جانب كبير من الفائدة للبلاد.
ومن أهم هذه الأعمال وأكثرها طرافة تسخير الكتبة الذين لا عمل لهم في عمل مراجع لجميع الأعمال الفنية في أمريكا، وتسخير النساء في عمل ملابس للعمال العاطلين، وإنشاء