للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أثروا في أسلوبه، ألا يجد شيئاً من ذلك في حبيبته (فلانة). ثم ألا يجد الأستاذ بعض الدليل على ذلك بالموزانة بين أسلوبه وبين أسلوبها في كتابها الذي نشر قبل رسائل الأحزان بقليل؟ ثم ألا يكون لميلها إلى المعاني البكر والديباجة المشرقة بعض ما وجهه في فنه البياني هذا الاتجاه؟

وفي ص ١٤١ يقول المؤلف أنه لما غضب الابراشي باشا من الرافعي نشر قصيدته في مدح جلالة الملك فؤاد جنباً إلى جنب مع قصيدته (الأستاذ عبد الله عفيفي المحرر العربي بديوان جلالة الملك). والصواب أن الأستاذ عبد الله عفيفي لم يلحق بمعية جلالة الملك إلا بعد هذا التاريخ، وإنما كان حينئذ يشتغل بالتدريس. وظل يشتغل به إلى ما بعد نشر مقالات على السفود في نقد قصائده

وحاول المؤلف عند الكلام عن نسخة الرافعي الخاصة من كتاب (كليلة ودمنة) أن يعدد ما كتبه الرافعي من هذه الفصول. فعد ثمانية فصول في كتاب (تحت راية القرآن). ثم قال أنه أهمل هذه النسخة الخاصة من كليلة ودمنة إلى سنة ١٩٣٣ عندما دارت المعركة حول (وحي الأربعين). فنشر الفصل التاسع وهو (الثور والجزار والسكين). والصواب أن الرافعي عاد إلى تلك النسخة قبل ذلك بكثير، فقد نقل عنها فضلين على ما أذكر في (على السفود). وقد كتبت هذه المقالات في سنة ١٩٢٩. وجاء فيها حكاية (حبة القمح وحجر الطاحون)؛ وحكاية البعوضة والمنطاد (زبلن). وعلى ذلك فهما الفصلان التاسع والعاشر من كليلة ودمنة الرافعي. ثم عاد الرافعي إلى هذه النسخة ثانية عندما كتب (أوراق الورد) الذي تم طبعه في ١٩٣١، ففي ص ٢٢٩ و ٢٣٠ من هذا الكتاب حكاية (الغزال والأسد) وهي الفصل الحادي عشر من نسخة الرافعي من كليلة ودمنة؛ وهي حكاية طريفة أدارها على بعض ما كان بينه وبين حبيبته فلانة، وأشار في هامش الكتاب إلى أنها فصل من كليلة ودمنة ووعد بإتمام فصول الكتاب. وعلى ذلك تكون حكاية (الثور والجزار والسكين) هي الفصل الثاني عشر لا التاسع من كليلة ودمنة الجديد

هذه ملاحظات عنت لي في أثناء قراءة الكتاب، وهي لا تنقص شيئاً من قيمته التي قدمت من خبرها في صدر المقال. ولا أختم كلمتي قبل أن أهنئ الأستاذ سعيداً على توفيقه في هذا الكتاب الفذ. وقبل أن أنوِّه بتلك الفصول القيمة التي كتبها عن (رسائل الأحزان) و

<<  <  ج:
ص:  >  >>