عن خبره. فقالوا له إن النجم المشار إليه نذير من الله ينذر باقتراب أيام السوء لكثرة المعاصي التي يقترفها الإنسان. ويقال إن الملك منذ ذلك الحين أصلح حاله ورجع إلى الله فبنى الكنائس وشجع الأديرة. كل ذلك تسكيناً لغضبه تعالى.
وقد ظهر أيضاً مذنب (هالي) سنة ١٤٥٦م ومر على مقربة من الأرض وامتد ذيله كالسيف المسلول، وكان ظهوره بعد فتح القسطنطينية وإيغال السلطان محمد الفاتح في أوربا.
ولقد تشاءم منه أهل أوربا، واتخذوا من ظهوره علامة سماوية على غضب الله تعالى؛ فلقد دخل العثمانيون القسطنطينية، وفر أهلها منها وامتد الفتح العثماني إلى البلاد الأوربية - فنسبوا كل ذلك إلى المذنبات كما نسبوا إليها كل ما يصيبهم من رزايا وفتن وقتل وخسف وغير ذلك.
المذنبات وأقسامها
والآن. نأتي إلى هذه الظواهر التي تظهر في أوقات مختلفة وفترات متباعدة.
ف ي الفضاء أجرام في أفلاك اهليليجية حول الشمس فتقترب منها ثم تبتعد عنها كثيراً، وهذه الأفلاك غير ثابتة بل تتغير من وقت لآخر. وهناك عوامل عديدة تؤثر في سيرها وفي موقعها ولعل جذب السيارات لها من أهم تلك العوامل.
ولهذه الأجرام ذنب طويل هو السبب في تسميتها (بالمذنبات) أو (ذوات الأذناب) يتكون من مادة لطيفة جداً لا تحجب رؤية النجوم الصغيرة التي ورائها (ولا يسري هذا القول على النواة) وهي ألطف من الهواء المحيط بالأرض ألف مرة. وتتألف أجسام المذنبات من رأس ونواة وذنب. فالرأس يختلف بحسب المذنب، فقد يكون صغيراً جداً حتى يرى كالنجم وقد يكون كبيراً جداً حتى يرى كالقمر. أما النواة فلا ترى دائماً في المذنبات ويرجح أنها مؤلفة من أجسام نيزكية صغيرة وقد تكون (كما في بعض المذنبات) لامعة جداً تضاهي لمعان الزهرة. وأما الذنب فهو مادة لطيفة على هيئة مروحة كبيرة تتجه نحو الجهة المقابلة للشمس، ويختلف طوله فقد يملأ الشقة بين الشمس والأرض. ويقول بعض علماء الفلك أن المذنب هو مجموع أجرام نيزكية يحيط بها ويتخللها جو غازي يجعلها منيرة وظاهرة (للعين) بسبب المجاري الكهربائية.
ويرجح بعض الباحثين أن نواة المذنب تتألف من أجسام نيزكية صغيرة؛ فإذا دنت من