(٤٠٠) ميل وذنبه مستعرض على غير نظام بلغت سرعته (١٠) ملايين من الأميال في اليوم. ويقال إنه في يونيو تلك السنة مرت الأرض في طرف ذنبه وشعر الناس بأشعة فسفورية. وهذا المذنب هو الذي أحدث خوفاً وجزعاً في لبنان فكانت العجائز يضرعن إلى الله ويسألنه العفو والمغفرة ويتوسلن إليه أن يرفع عن الناس مقته وغضبه.
الاصطدام بالأرض
قد يقترب مذنب من أحد السيارات وقد ينتج عن هذا انحراف في فلك المذنب. ولكن لحد الآن لم يثبت أي تأثير للمذنبات على السيارات أو على الأرض. ولا عجب في ذلك فكتلة المذنب إذا قورنت بكتلة أي كوكب كانت صغيرة جداً. ولقد سبق ومرت الأرض في ذنب مذنب سنة ١٨١٩م وذنب مذنب سنة ١٨٦١م ولم يقع عليها ما يؤثر على حركتها أو يزعج سكانها حتى إنهم لم يشعروا بهما. فلولا الحسابات الرياضية والفلكية لما عرفنا شيئاً عن مرورهما واصطدامهما بكرتنا. وإذا اتفق واصطدمت الأرض بنواة إحدى المذنبات العظيمة كنواة المذنب الذي ظهر سنة ١٨٥٨م فقد تحترق الأرض من جراء ذلك. ولكن هذا بعيد الوقوع لأسباب ليس هنا محل ذكرها أو شرحها.
واستولى على الناس خوف عظيم في سنة ١٩١٠م عندما اقترب مذنب (هالي) من الأرض وكان من المحتمل جداً أن يصطدم بها وذهب بعض الفلكيين إلى أن هذا الاصطدام قد يكون بلاءً على الأرض ليس من ناحية تأثيره على حركتها بل من الغاز السام (السيانوجين) الموجود بكثرة في المذنبات. ولكنه بحمد الله مرّ المذنب ولم يحدث للأرض ما يفسد هواءها أو يسمم جوها.
وثبت من الرصد أن المذنبات التي كشفها الفلكيون ووقفوا على بعض تفصيلات تتعلق بحركتها وأفلاكها وأقسامها - تابعة للنظام الشمسي متحركة من أفلاك حول الشمس. وكذلك وجدوا أن بعضها لا تستطيع التماسك بل تتحطم وتتناثر إلى قطع كبيرة ومن ذلك تتكون طوائف تسير حول الشمس في اتجاه المذنب.