للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالت وصيفة منهن:

- نعم يا أميرتي.!

فأطرقت الأميرة. ثم قالت:

- أواه. .! يا تعس حظي. . . ستذبل أوراقها عند المساء، فتطأها الأقدام عند الصباح. . خذوها، فما أطيق رؤية الجمال يذبل.

وفتح الصندوق الثاني. . .

وصدح العندليب بأغرودة أذهلت السامعين، وتهامست الوصائف، وقالت الأميرة:

- ما هذا؟. . . صوت مسكر. . . ساحر. . . غريب. . .! أرأيتُنَّ يا صواحبي. . . مثل هذا الطير قبل هذا اليوم. .؟

فأجبنها: كلا. . .

وقال شيخ من رجال القصر:

- لشد ما يذكرني هذا العندليب يا أميرتي، بمعزف الملكة السحري الذي كان بالقصر في ماضيات أيامي. فله رنين صوته، ورخامة نغْمه. . .!

فانهلت العيون تذرف الدمع لذكرى الملكة الراحلة. . . ثم قالت الأميرة:

- ترى أهو حي. . . أم ميت. . . ضعوه في الحديد. . .؟

فأجابتها وصيفة معربة:

- كلا يا أميرتي. . . إن الحياة تسمع من صوته الجميل. . . انظري إليه يا أميرتي. . .

فأطرقت الأميرة وقالت:

- دعوه يطير بين الزهر والشجر. . . وينتقل بين الأهاضيب والرياض. . . فما أريد أن أنصت إلى أنغامه تتلاشى. . . غداً إذا مات. . . أما الأمير الذي أرسل الهدية. . . فاطردوه!

وغرِض الأمير إلى رؤية الأميرة. . . ففكر وقدر. وإذا به يترك قصره ذات يوم، وقد خلع ما فخر به من الثياب، وارتدى ما سخف منها. . . ويذهب إلى قصر الأميرة، وبيده ناي. . . يطلب أن يكون راعياً لشاء الملك:

وأدخله الملك في خدمه، ومنحه قليدة من ذهب كتب عليها: (راعي القصر الملكي)

<<  <  ج:
ص:  >  >>