- ما هذا؟. . . صوت مسكر. . . ساحر. . . غريب. . .! أرأيتُنَّ يا صواحبي. . . مثل هذا الطير قبل هذا اليوم. .؟
فأجبنها: كلا. . .
وقال شيخ من رجال القصر:
- لشد ما يذكرني هذا العندليب يا أميرتي، بمعزف الملكة السحري الذي كان بالقصر في ماضيات أيامي. فله رنين صوته، ورخامة نغْمه. . .!
فانهلت العيون تذرف الدمع لذكرى الملكة الراحلة. . . ثم قالت الأميرة:
- ترى أهو حي. . . أم ميت. . . ضعوه في الحديد. . .؟
فأجابتها وصيفة معربة:
- كلا يا أميرتي. . . إن الحياة تسمع من صوته الجميل. . . انظري إليه يا أميرتي. . .
فأطرقت الأميرة وقالت:
- دعوه يطير بين الزهر والشجر. . . وينتقل بين الأهاضيب والرياض. . . فما أريد أن أنصت إلى أنغامه تتلاشى. . . غداً إذا مات. . . أما الأمير الذي أرسل الهدية. . . فاطردوه!
وغرِض الأمير إلى رؤية الأميرة. . . ففكر وقدر. وإذا به يترك قصره ذات يوم، وقد خلع ما فخر به من الثياب، وارتدى ما سخف منها. . . ويذهب إلى قصر الأميرة، وبيده ناي. . . يطلب أن يكون راعياً لشاء الملك:
وأدخله الملك في خدمه، ومنحه قليدة من ذهب كتب عليها:(راعي القصر الملكي)