فأولم وليمة للضفدعة، فلما دنت لتناول الطعام وجدت أن الكركي قد وضعه في وعاء ضيق العنق، فلم تستطع أن تنال منه شيئاً، وأقبل الكركي فتناول كل ما فيه. ففي المثل الأول يتبين زهو التفوق في الضفدعة، وفي المثل الثاني يتبين في الكركي. قد تضحك لأسباب كثيرة تخرج عن زهو التفوق، ولكننا إذا دققنا النظر أمكننا ردها جميعاً إلى هذه الناحية. من ذلك ضحك الطفل حين نطارده، ويرتمي في حجر أمه. إنه ولا شك لا يتفوق عنا، ولكنه يشعر بأنه على مطاردتنا وتعلق بصدر أمه، فهو في هذه الحالة يضحك لأنه قد شعر بالغلبة والتفوق.
أما في القصص والروايات الهزلية فنحن نضحك لشعورنا بزهو التفوق مع شخصيات الرواية، إذا كانت لهم هذه الصفة. أما إذا كانوا على نقيضها فإن هذا النقص من شأنه أن يضحكنا لأنه يشعرنا كذلك بزهو التفوق.
لا تتزوج من حسناء! - عن سمشز ويكلي
إياك أن تتزوج من حسناء. هكذا يقول القصصي الذائع الصيت هـ. ج. ويلز. فالمرأة البسيطة كما يقول هي وحدها التي تستطيع أن تقوم بوظيفة الزوجية.
المرأة البسيطة هي التي تستطيع أن تحبوك بما تصبو إليه نفسك من عيشة هادئة وحياة مطمئنة. إذا لم تكن ممن قدر لهم أن يرتطموا في حب قديم يعاودهم خفية بالآلام الممضة إلى الأبد.
المرأة الجميلة تكون شغلاً شاغلاً لبعلها، فهو مسخر على الدوام لرغباتها ونزواتها، وهو عرضة من أجلها لحسد الحاسدين وحقد الحاقدين. ولو أنه لا تمضي عليه برهة من الزمن وهو على هذه الحال، حتى يعود فيحسد نفسه على أمسه الذي أفلت من يديه وذلك حين يظهر لعينيه ما كان مخبأ عنه من النقائص.
ويختلف الأمر عن هذا مع المرأة البسيطة، المرأة البسيطة بكل معاني الكلمة، فقد لا يمضي وقت طويل على بنائك بها حتى تظهر لك فيها محاسن كانت مغيبة عن عينيك: ابتسامة يحفها الخجل والبراءة تظهر من آن لآخر وتحتجب. نظرة ساذجة توحي إليك الدعة وترسل إلى قلبك السكينة. وحسب المرأة التي على هذا الطراز جمالاً أنها كلها لزوجها وأنها له كنز أمين.