للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القياس حوالي سنة ٤٨٥٥ بعد الميلاد

ولعل القارئ يذكر ما يجري في الشركات والجماعات الخيرية والحكومية التي يندب لها (كاتب سر) أو (وكيل عام). فإن الشأن الغالب عليها أن تستبد بها كاتب السر أو الوكيل العام بعد حين فلا يقع في ملكه إلا ما يشاء

فهذه العادة الغالبة هي بعينها التي تغلب على الأربعين الخالدين فلا يبرمون ولا ينقضون إلا بمشيئة من كاتبهم المختار. . . حتى قال سان بيف: إن هذا الكاتب (يحكم ويلي) في وقت واحد خلافاً للملوك الدستوريين!

كل هذه المهازل يعلمها الأعضاء الخالدون ويعلمون أنها شائعة على ألسنة الكثيرين، ولكنهم يجيبون هازلين بلسان فونتينل: (نحن سخرية الساخرين حين نكون أربعين، ولكننا معبودون مقدسون كلما أصبحنا تسعة وثلاثين!. .)

يريد الشاعر أن المرشحين يتملقونهم ويثنون عليهم كلما مات واحد منهم، فأصبحوا تسعة وثلاثين وراح الطامعون يتزاحمون على الكرسي الفارغ، ولكنهم بعد هذا سخرية الساخرين كلما بلغوا تمام العدد المقدور، ولا ندري لماذا يقف الخلود والخالدون عند الرقم أربعين!!

فالمجامع (الرسمية) جميعها على هذا النمط أو على نمط قريب منه بعد حذف المبالغة الفكاهية التي لا تقوى على تبديل الحقائق التاريخية!

وفحوى هذا أنها إذا أريدت لعرفان الأقذار في إبان نبوغها فهي لا تجدي ولا تنصف ولا تزال متخلفة وراء الصفوف بعد أن يفرغ القارئون من الإعجاب ويفرغ المعجبون من التنويه

وإذا أريدت لإغاثة المفتقرين إلى المدد والمعونة فهي لا تغيث المستحق ولا تتورع عن استغلال الأموال وتثميرها كما يثمرها التجار وأصحاب الأقساط والسهوم

وإذا أريدت لإنجاز عمل من أعمال اللغة والأدب فهي لا تنجزه على الوجه المطلوب ولا في الوقت المعقول

ويبقى بعد ذلك أنها تضير ولا تنفع بما توليه الصغار من أقدار الكبار، وما تجنيه على أقدار الكبار من الغضاضة والإنكار

يفتح الله يا عشاق (الميري) وترابه. . . فلا الميري أفضل من المجمع الفرنسي ولا جمهرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>