الحضرة السلطانية، فأرسلت الحضرة الجنود ليقيموا فيها استناداً إلى تلك الشكايات. أما الخديو فهو يريد أن تخلي الجزيرة من الحامية العسكرية، ولكن رجال المابين لم يصغوا إلى نظريته
وذكر أيضاً أن الخديو لآن تحت تأثير سيدة مجربة هي حظيته. وقد كانت معه في حادث العربة التي وقعت لهما أخيراً وهما عائدان من (الدار البيضاء) في طريق السويس إذ نشبت عجلات العربة في الرمال. وكان جزاء الخفراء الذين توانوا عن تقديم المساعدة المحاكمة والحبس مع الشغل مدة أسبوع. وقد رفع ذلك الحادث إلى دار الوكالة البريطانية، وقامت بسببه مشاحنات حادة بين العميد وبين الخديو.
ثم تكلمنا - والحديث ذو شون - عن مدحت باشا، وفترة حكم السلطان عبد العزيز. ومن رأى الشيخ عبده أن وفاة السلطان عبد العزيز لم تخرج عن كونها حادث انتحار، وهو ما أخبرني به الدكتور ديكونس في غضون عام ١٨٨٤.
أما مدحت باشا فأسر إلى كيفية معاملته في (الطائف)؛ وأنهم يحرمونهم من الغذاء الكافي، ويقدمون إليه الخبز الجاف الخشن حتى كسرت أسنانه، ولا يسمح له بقضاء حاجته إلا في غرفته إلى أن مات من سوء المعاملة. ثم قطعت رأسه وأرسلت إلى الآستانة.
وينعت الشيخ عبده السلطان عبد الحميد بأنه (أكبر مجرم سفاك في هذا العصر).
وإنها لكلمة قاسية يذكرها عالم ديني كبير عن خليفته.
مارس ١٨٩١
رفعت تقريراً إلى اللورد كرومر عن الإدارة المصرية وسوء حال الدولاب الحكومي، وشفعته باقتراح يتضمن تأليف وزارة من المصريين، هذه أسماؤهم بعد استشارة الشيخ عبده والمويلحى:
حسن باشا الشريعي، بليغ بك، أمين بك فكري، سعد أفندي زغلول، أحمد أفندي محمود، إبراهيم أفندي الوكيل، محمود بك شكري، أحمد بك حشمت، يوسف بك شوقي، الشيخ محمد عبده.