للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَوحش الروض واستحالت قتادا ... زَهراتٌ عدِ مْن في الهجر طَلاّ

زَهَراتٌ نجيعُ قلبي كَساها ... رَوْعةَ السحر والوَفاءُ سَقاها

نَبَتَت وَهْيَ طفلة فَرَعتْها ... وَشبَبْنا فأَوْدَعَتْها شذاها

صرَّحت وهْي غَضَّة زَهراتي ... قبل أن ينطوي رَبيعُ الحياةِ

كم يَغيظُ الفؤادَ قَوْلٌ مُعادٌ ... كلّ حُسْنٍ مصيره للِممات!

الصباحُ النَّدِيّ يُوحِي البُكاَء ... والأصيلُ الرَّخِيُّ يَحكِي الفَناَء

ولريحِ المَساءِ حَوْلِيَ نَوْحٌ ... لم يُطِقْ مِسْمَعِي له إصغاَء!

الربيعُ الضحوكِ عيدٌ لغيْرِي ... أبطَلت فيه وحْشتي كلِ سحرِ!

لا الأغانِي به أغانِي رَبِيعِي ... لا ولا العِطر فيه سالف عطرِي

كل حُسنٍ به يُلذِّعُ قلبِي ... وهْوَ بالأمس كان فِتنةَ لُبِّي

أرأيتَ اليتيمَ في يومِ عِيدٍ ... حائرَ الدمّع بين حبس وسكبِ؟

فَرحةُ العيدِ في وجوه الصحابِ ... حوله كم تُذيقُهُ من عَذابِ

يَتأَذَّى، فإن تَغَابَى لَدْيهم ... لَبِسَ الذّل كله في التَّغابي!

عرَف اليُتمُ وَهْو غِرٌّ جفاني ... ودهاني من يُتمهِ ما دَهانِي

وتغابَى، يا لَيْتَهُ ما تغابَى ... ثُمَّ نادَاهُ أمسُهُ فَعصانِي!

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>