للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم خامسة:

من هذا يفهم أننا لا زلنا في المرحلة الأولى في محاولتنا الوصول إلى معرفة كيمياء الدم، إلا أن ما عرفه العلماء حتى الآن قد أوجد مجالاً للتفكير أدى إلى إجراء تجارب عديدة أثبت بها العلامة هندرسن أن الدم في تفاعله مع المحيطين الداخلي والخارجي إنما يمثل عشرين ضلعاً تدخل في تكوينه ست مواد يربط بعضها ببعض عشرون معادلة.

هنا يجدر بنا أن نذكر بعض خواص هذا التوازن، ففي هذه وحدها يكون الفرق الجوهري بين الكائنات الحية وبين الجمادات. وأهم هذه الخواص هي اشتراك الأكسيجين في ذلك التوازن بل إنه (أي التوازن) لا يتم مطلقاً بدون الأكسيجين؛ فأهمية الأكسجين للجسم الحي أكبر من أهمية أي مادة من المواد التي يتركب منها بل هي كما أثبت البحث فوق ذلك بكثير وهذا ما نعنيه عندما نقول إن الجسم الحي هو عبارة عن توازن فيزيقي - كيميائي ذي قوة حيوية يحصل بين المواد الموجودة في داخل الجسم، وبين أخواتها في الخارج. ويفهم من كل هذا أن الهواء الذي نستنشقه بل كل الطبقة الهوائية المنتشرة على سطح الأرض والتي يتوقف عليها مقدار كثافة الأكسجين هي جزء لازم لكيان الأجسام الحية لزوم العظام واللحم الذي يكسوها، وهو ليس كذلك للجمادات. إذاً فالفرق بين هذه، وبين الكائنات الحية موجود، وهو التوازن الوقتي الذي تقيمه الطبيعة بفعل قواها في المواد الأولية - ذلك التوازن الذي لا يوجد له شبيه في عالم الجمادات.

بيروت - الجامعة الأمريكية

عبد الله عشري الصديق

<<  <  ج:
ص:  >  >>